في اليوم الـ162 للحرب على غزة، وسادس أيام شهر رمضان المبارك، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر وقصف منازل المدنيين في مناطق عدة بالقطاع، في حين دقت المنظمات الإغاثية الدولية ناقوس الخطر بسبب أزمة التجويع المتفاقمة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال ارتكب 7 مجازر جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية استشهد فيها أكثر من 60 وأصيب نحو 100، كما استشهد 7 فلسطينيين وأصيب 10 آخرون في قصف إسرائيلي على منزل عائلة مطير، واستشهد 36 آخرون معظمهم أطفال ونساء في قصف استهدف منزلا يعود لعائلة الطباطيبى في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وعلى صعيد سير المعارك، قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة (حماس)- إنها قتلت 4 جنود إسرائيليين، واستهدفت دبابات وناقلة جند في مدينتي غزة وخان يونس. ونشرت مشاهد تظهر استهداف مقاتليها آليات إسرائيلية في مدينة الزهراء وسط القطاع.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– قتل وإصابة عدد من الجنود في المحافظة الوسطى.
أزمة الجوع تتفاقم
أفاد مراسل قناة الجزيرة باستشهاد أحد الفلسطينيين وإصابة آخرين جراء التدافع للحصول على مساعدات أسقطتها طائرات في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في وقت تواصل فيه المنظمات الإغاثية الدولية دق ناقوس الخطر بسبب الوضع الإنساني المتردي في القطاع المحاصر.
وتزامن ذلك مع تفاقم ملامح الأزمة الإنسانية شمالي القطاع، في ظل النقص الشديد للمواد الأساسية جراء منع إسرائيل دخول المساعدات الغذائية وخلو أسواق شمال القطاع من أبسط المستلزمات، مما تسبب في تصاعد حدة التحذيرات من مجاعة حقيقية تتربص بالسكان.
تواصل مباحثات الهدنة
وعلى الصعيد السياسي، من المنتظر أن يصل مسؤولون إسرائيليون كبار إلى قطر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، وبينما سينعقد مجلس الحرب الإسرائيلي لبحث صفقة إعادة الأسرى، أبدى البيت الأبيض نبرة تفاؤل حذرة بعد أن قدمت حركة حماس اقتراحا لتأمين وقف إطلاق النار.
وقال مصدر لوكالة رويترز -يوم السبت- إنه من المتوقع أن يستأنف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين في الدوحة غدا الأحد.
مظاهرات عارمة في إسرائيل
في غضون ذلك، أفادت مراسلة الجزيرة بأن متظاهرين غاضبين أغلقوا -يوم السبت- شارع أيالون الرئيسي في تل أبيب، وأشعلوا حرائق أمام وزارة الدفاع، وهددوا "بإحراق الدولة إن تطلب الأمر"، في حين ينتظر أن يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الليلة أو غدا لبحث صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
وخرجت مظاهرات عدة في حيفا وتل أبيب والقدس المحتلة تطالب بإبرام صفقة تبادل، كما تجمّع متظاهرون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، وطالبوا بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتوجه لانتخابات مبكرة.
الجبهة الشمالية
وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أعلن حزب الله استهداف ثكنة راميم الإسرائيلية بصاروخي بركان وإصابتها بشكل مباشر، في حين تجددت الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية على مناطق بجنوب لبنان.
كما أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا موقع البغدادي العسكري بالأسلحة الصاروخية، وحققوا إصابات مباشرة، وأطلقوا صاروخا باتجاه موقع إسرائيلي في الجليل الأعلى.
في المقابل، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات على جبل بلاط وبلدتَي مروحين ومركبا، جنوبي لبنان. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدة العديسة ومنطقة الوزاني.
هجمات الحوثيين
وعلى واجهة أخرى من النزاع، نقلت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس جو بادين تسعى إلى "تحديد الطرق البحرية التي تستخدمها إيران لنقل الأسلحة إلى جماعة الحوثي" في اليمن. ولكن هذه المهمة تواجه عقبات وتحديات، وفق مسؤولين تحدثوا للصحيفة الأميركية.
وتأتي المساعي الأميركية في حين تواصل جماعة الحوثي استهداف السفن الإسرائيلية والبريطانية والأميركية في البحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مظاهرات عبر العالم
في الأثناء، تواصلت المظاهرات في أنحاء العالم منددة بالحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ومطالبة بوقفها فورا وإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وتظاهر عدد من التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ودعما للمقاومة في قطاع غزة، وإدانة للمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
كما خرجت مظاهرات في فرنسا وألمانيا والسويد والدانمارك والنرويج، ورفع المشاركون فيها شعارات تدعو إلى فك الحصار ووقف العدوان وتطالب بسن قانون لتجريم كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.