في اليوم الـ164 للحرب على غزة، وثامن أيام شهر رمضان المبارك، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، مما أسفر عن شهداء وجرحى واعتقال العشرات.
كما اعتقل جيش الاحتلال مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول والطاقم الصحفي العامل معه خلال تغطيته الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء بمدينة غزة وقاموا بالاعتداء عليهم، قبل أن يفرج عنه بعد 12 ساعة.
واغتالت قوات الاحتلال العميد فايق المبحوح مسؤول عمليات الشرطة في قطاع غزة ومنسق إدخال المساعدات إلى شمال القطاع.
ومع تزايد الضغوط والانتقادات الدولية لإسرائيل، حذرت الأمم المتحدة من أن حياة أكثر من مليون شخص من سكان القطاع في خطر. كما حذر برنامج الأغذية العالمي من شبح المجاعة.
اقتحام الشفاء
فقد قصفت قوات الاحتلال مدارس وأحياء سكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بعدما اقتحمت المجمع صباح اليوم الاثنين، في حين قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تخوض اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة قرب المجمع.
في تلك الأثناء، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاتصالات انقطعت تماما مع مجمع الشفاء بعدما اقتحمته قوات الاحتلال.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي لمجمع الشفاء.
وأفاد مراسل الجزيرة أنس الشريف بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الرجال والشباب من النازحين بعد اقتحام عدد من المدارس في محيط مجمع الشفاء، وطلبت من النساء التوجه إلى دير البلح عبر شارع الرشيد، كما تحاصر قوات الاحتلال مدرستين أخريين في محيط المجمع.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة قرب مجمع الشفاء، وقالت إنها استهدفت عددا من الآليات الإسرائيلية وأوقعت قتلى وجرحى.
خسائر الاحتلال
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل رقيب في صفوفه خلال العملية العسكرية بمنطقة مجمع الشفاء، كما أعلن إصابة 3 عسكريين آخرين خلال المعارك بقطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية.
وأصدر الجيش الإسرائيلي اليوم تحديثا لعدد جرحاه من الجنود والضباط منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أعلن إصابة 3082 عسكريا، منهم 1482 منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي على غزة.
وفي الوقت الراهن، ما زال 296 عسكريا إسرائيليا يعالجون من إصاباتهم في معارك غزة، 26 منهم جروحهم خطيرة، و204 جروحهم متوسطة.
وفي المجمل، أصيب 485 عسكريا بجروح خطيرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
الإفراج عن مراسل الجزيرة
أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مراسل الجزيرة في غزة الزميل إسماعيل الغول وعدد من الصحفيين بعد اعتقالهم لمدة 12 ساعة في مجمع الشفاء الطبي.
وفور إفراج قوات الاحتلال عنه، قال الزميل إسماعيل الغول للجزيرة إنه اضطر، وغيره من الصحفيين، إلى تسليم أنفسهم لقوات الاحتلال التي أجبرتهم على خلع ملابسهم بشكل كامل، بعد أن قامت بتجريف خيمة الصحفيين وتدمير سياراتهم خلال اقتحام مجمع الشفاء.
وتابع الغول أن "قوات الاحتلال كبلتنا وعصبت أعيننا وحققت مع كل الصحفيين الموجودين في المكان"، مشيرا إلى أن هذه القوات أبقتهم كذلك لمدة 12 ساعة.
وأضاف الغول أن قوات الاحتلال صادرت هواتف الصحفيين وحواسيبهم ومعدات التصوير.
وكانت شبكة الجزيرة الإعلامية قد طالبت -في وقت سابق اليوم الاثنين- بالإفراج الفوري عن مراسلها في غزة إسماعيل الغول والصحفيين المعتقلين معه، وحمّلت جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن سلامتهم.
اغتيال المبحوح
من ناحية أخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل الضابط الفلسطيني فائق المبحوح خلال عملية مجمع الشفاء، ووصفه بأنه "رئيس العمليات بالأمن الداخلي لحماس".
وقالت مصادر للجزيرة إن العميد المبحوح هو مسؤول عمليات الشرطة في القطاع، وكان مشرفا على إدخال المساعدات إلى شمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء اليوم إنه قتل 20 ممن وصفهم بالمخربين في اشتباكات بمجمّع الشفاء، وإنه يواصل عمليته في المجمع.
تفشي المجاعة
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أرقاما مفزعة عن سوء التغذية التي يعاني منها سكان قطاع غزة، خصوصا الأطفال، في حين حذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من وضع غذائي كارثي لنصف السكان ومن مجاعة وشيكة.
وقالت وكالة الأونروا إن 28% من الأطفال دون سن الثانية في خان يونس ووسط قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وأوضحت أن أكثر من 10% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من الهزال الشديد في تلك المناطق.
وعلى صعيد متصل، جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة اليوم الاثنين أن نصف سكان غزة يعانون من جوع كارثي، في وقت يتوقع فيه أن تضرب المجاعة شمالي القطاع في أي وقت من الآن إلى مايو/أيار المقبل، في ظل غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
وقالت بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن وجود 50% من كامل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة أمر غير مسبوق.
وقال التقرير إن المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية، ويتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس/آذار ومايو/أيار 2024.
اعتداءات واعتقالات بالضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنازة، ومنعت دفن شهيد في إحدى المقابر بمدينة الخليل، كما هدم الجيش الإسرائيلي 3 منازل فلسطينية شرقي الضفة الغربية المحتلة، بدعوى البناء دون ترخيص.
فقد أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام باتجاه المشيّعين في المقبرة الإسلامية قرب الكرنتينا وسط الخليل.
ويشار إلى أن عملية إطلاق نار بالقرب من المقبرة الإسلامية وقعت في المنطقة أمس الأول، وأدت لاستشهاد المنفذ دون وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال.
وقد اقتحم جيش الاحتلال قرية العيسوية في القدس واعتقل عددا من الفلسطينيين، كما أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة الخضر ومخيم الدهيشة في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن قوة إسرائيلية داهمت منطقة المنطار شرقي محافظة أريحا، برفقة جرافات عسكرية، وهدمت منزلا قيد الإنشاء ومنزلين متنقلين وأسوارا.
حزب الله يهاجم
أعلن جيش الاحتلال -اليوم الاثنين- أن مقاتلاته قصفت مبنى عسكريا وموقع استطلاع تابعين لحزب الله في رامية جنوب لبنان الليلة الماضية، في حين دوت صفارات الإنذار قبل قليل في مناطق شمال إسرائيل.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية (وال) أفادت -صباح اليوم- بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة استهدفت منزلا في أطراف بلدة رامية بمحافظة النبطية جنوب البلاد.
وأوضحت "وال" أن الغارة ألحقت أضرارا مادية بمنازل ومزارع مجاورة للمنزل المستهدف، وتزامنت مع قصف مدفعي استهدف أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب جنوب البلاد.
وقالت الوكالة إن طيران الاستطلاع الإسرائيلي حلق، طوال الليل وحتى صباح الاثنين، فوق قرى بقضاء صور وبنت جبيل جنوب لبنان.
وكان حزب الله أعلن أنه شن 8 هجمات على مواقع إسرائيلية قبالة الحدود، في حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية نجاة قائد كتيبة من هجوم صاروخي لبناني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن ضابطا كبيرا نجا بعد أن أطلق حزب الله صاروخا موجها منتصف الليل ضد آلية عسكرية عند الحدود الشمالية، وأوضحت أن قائد الكتيبة لم يصب لكن أضرارا جسيمة لحقت بالمركبة العسكرية المستهدفة.