نظرة وداع عبر الأثير.. فلسطيني بمصر يرثي أطفاله بغزة

"عريس بالجنة، الله يصبرني، قبلوه من أجلي"، بهذه الكلمات ودع الفلسطيني المكلوم محمد أبو شعر، طفله الرضيع الذي قتل جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد المنازل في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وفي مشهد مؤثر وقاس، وباتصال فيديو عبر الانترنت، ألقى أبو شعر المتواجد في مصر نظرة الوداع على أطفاله الثلاثة وزوجته الذين قضوا بالقصف الإسرائيلي.

كلمات الوالد المغترب ونظرة الوداع البعيدة القريبة على طفله الرضيع "سند" البالغ من العمر شهرين فقط، كانت ممزوجة بالحزن والأسى، وهو الذي غادر إلى مصر بحثًا عن فرصة لإخراج عائلته من القطاع.

يسارع شقيق محمد خلال الاتصال المرئي الذي أجراه معه من باحة "مستشفى شهداء الأقصى" شرق دير البلح، بالقول موجهاً كلامه للوالد المغترب: "ولد قبل أن تراه، واستشهد قبل أن تراه"، في إشارة إلى طفله سند الذي ولد بعد سفر والده إلى مصر.

وفي المكان تجمع مواطنون وعوائل نازحة لمراقبة المشهد المؤلم الذي يدمي القلوب، وللتضامن مع العائلة المكلومة، فيما ذرف أعمام الأطفال الدموع على قساوة هذا المشهد.

"أروني عزوز"، يصرخ الوالد المكلوم طالبًا منهم أن يروه أحد الطفلين الآخرين، ويرد شقيقه مواسيًا إياه: "الله يرحمهم يا أخي، راحوا عند الأحسن منا".

وتسبب القصف الإسرائيلي بتدمير المنزل الذي لجأت إليه العائلة بشكل كامل، وتضرر المنطقة من شدة الانفجار، وهو ما يحدث عادة في الغارات الإسرائيلية.

يصرخ عم الطفل وهو يحمل الجثمان بين ذراعيه: "ما حدث جريمة متكاملة، استهداف للمدنيين ولا سيما النساء والأطفال، وتدمير المنزل وكأن إعصارا ضرب المكان".

ويتساءل أثناء حديثه لمراسل الأناضول: "ما ذنب هؤلاء الأطفال الثلاثة ووالدتهم؟! ما الجرم الذي اقترفته أيديهم؟! ما الخطر الذي يشكلونه على إسرائيل؟!".

ويطالب العم العالم بالتدخل العاجل ووقف حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وإغاثة سكان قطاع غزة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية.

قاطعه المتواجدون في باحة المستشفى للاستعجال والانطلاق في الموكب الجنائزي البسيط المكون من عدد محدود من أفراد العائلة لدفنهم قبل حدوث أي غارات إسرائيلية جديدة.

ويعد الأطفال أكبر ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع، فهم في صدارة أعداد القتلى الذين اقترب عددهم من 32 ألفا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

والاثنين، أعلن جيمس إلدر، متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، مقتل أكثر من 13 ألف طفل في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

ويبلغ عدد سكان قطاع غزة 2.3 مليوني فلسطيني، وهي بقعة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض ويعاني من أزمات عديدة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وفرض حصارٍ مشدد منذ 17 عامًا.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الأناضول