أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، ضرورة الوقف الفورى لجرائم الحرب الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، ومنع تهجير أى فلسطينى من أرضه سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإدخال المُساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بما فيها شمال القطاع، وتمكين المؤسسات الإغاثية والمستشفيات من العمل لتقديم الخدمات الضرورية فى ظل عدوان الاحتلال الذى يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير جميع مقومات الحياة.
جاء ذلك خلال اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح"، فى مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حيث أطلع أبو مازن أعضاء اللجنة على آخر المُستجدات والاتصالات الجارية مع الأطراف العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلى الشامل الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني، وحرب الإبادة التى تقوم بها سلطات الاحتلال خاصة فى قطاع غزة.
وأشار أبو مازن، إلى اللقاءات التى جمعته موخرًا مع عدد من القادة والزعماء التى تهدف لحشد الدعم العربى والدولى لوقف نزيف الدم الفلسطينى ووقف آلة الحرب الإسرائيلية، واطلاعهم على الموقف الفلسطينى الداعى لوقف الحرب ومنع التهجير وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى من كامل قطاع غزة وعدم اقتطاع اى جزء منه باعتباره جزءأ لا يتجزا من ارض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وقدم، الشكر للحكومة الـ18 لجهودها فى إدارة شؤون البلاد فى المرحلة الصعبة السابقة.
واستعرض أبو مازن، الإجراءات التى تمت بتكليف حكومة تكنوقراط جديدة لمواجهة التحديات القادمة، وبما يشمل مهامها كلا من الضفة الغربية والقدس وغزة، وتنفيذ برامج الإغاثة وإعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد الفلسطينى ودعم القدس واستكمال برامج الإصلاح وتطرقت اللحنة المركزية إلى الوضع السياسى والحرب الشاملة التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني، حيث أكدت على ضرورة الوقف الشامل والدائم لهذا العدوان بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وشددت اللجنة على أن الوضع الخطير لأبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة جراء حرب الإبادة التى يتعرض لها من قبل آلة الحرب الإسرائيلية يتطلب تدخلا دوليا لايقافه فورا، مشيرة إلى أن سياسة القتل والتدمير والتجويع التى يقوم بها جيش الاحتلال ضد الأطفال والنساء والشيوخ تخالف جميع المواثيق والمعاهدات الدولية.
وأشارت اللجنة المركزية إلى ما يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية من اجتياحات متواصلة ارتقى خلالها المئات من الشهداء واعتقل الآلاف، إضافة إلى إرهاب عصابات المستوطنين وجرائمهم التى تتم بحماية قوات الاحتلال، والاعتداءات بحق المقدسات والمواطنين الفلسطينيين فى القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وجددت "مركزية فتح"، دعوة المجتمع الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وحصولها على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة بقرار من مجلس الامن الدولي، وتنفيذ حل سياسى شامل مستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وشددت "مركزية فتح" على ضرورة توحيد الصف الفلسطينى بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وذلك لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية، مؤكدة أن الحلول العسكرية والأمنية لن توفر الأمن والاستقرار لأحد، وأن العالم أصبح يدرك أن هذه الحلول أثبتت فشلها، وأن الذهاب للحل السياسى وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هو الخيار الأوحد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، ليس فى منطقتنا فقط وإنما فى العالم.
وفى سياق ثان، قال القيادى فى حركة فتح منير الجاغوب أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى القاهرة؛ تؤكد محورية مصر ودورها الكبير فى تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، مشيدا فى الوقت نفسه بالدور المهم الذى تقوم به مصر إزاء القضية الفلسطينية.
وقال الجاغوب ـ فى مقابلة خاصة مع قناة (الحدث) الإخبارية ـ إنه "لا يوجد أى خلاف بين الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى بما يحدث فى قطاع غزة، لكنها تختلف معه فقط فى طريقة إدارة تحقيق الأهداف فى مدينة رفح الفلسطينية لأنها لا تريد توسيع رقعة الحرب؛ من أجل المحافظة على تحالفاتها؛ خاصة مع مصر الدولة المحورية والشريك الاستراتيجى بالمنطقة".
وشدد على أهمية العودة إلى مبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية المباحثات السداسية العربية، التى من المقرر أن تناقش غدا فى القاهرة الورقة العربية القائمة على مبادرة السلام وحل القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب على غزة.
وأشاد بصلابة الموقف العربى إزاء الأحداث الراهنة فى غزة، داعيا إلى ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية.