قال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، "رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح بمرور قوافل أغذية من الوكالة إلى شمال قطاع غزة".
وأضاف لازاريني، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، أنه "اعتبارا من اليوم (الأحد) منعت إسرائيل الأونروا، التي تعتبر شريان الحياة الرئيسي للاجئي فلسطين، من تقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى شمال غزة".
وأردف "هذا أمر شائن ويجعل من المتعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة أثناء المجاعة التي من صنع الإنسان".
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لاسيما عبر البر، ما أدى إلى شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، وسط اتهامات فلسطينية ودولية متصاعدة لتل أبيب باستخدام "التجويع" كسلاح بما يرقى إلى مستوى "جريمة حرب".
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وأزمة إنسانية غير مسبوقة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، مما أخضع إسرائيل، لأول مرة، لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
بيان للخارجية الفلسطينية
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان ، مساء الأحد، إن قرار إسرائيل منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من العمل شمال قطاع غزة "تعميق للمجاعة وتصفية لحقوق اللاجئين".
وأدانت الخارجية في بيانها "قرار الاحتلال الإسرائيلي منع الأونروا من إدخال أية مساعدات إغاثية إلى شمال القطاع" واعتبرته "خطيرا جدا من شأنه تعميق المجاعة وجرائم القتل بالتجويع والتعطيش".
كما رأت في القرار الإسرائيلي "تهديدا مباشرا لمؤسسة أممية رفيعة وذات مصداقية في خدمة قضايا اللاجئين الفلسطينيين وتعنى بحقوقهم، ليس فقط في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإنما أيضا اللاجئين الفلسطينيين في الإقليم، خاصة حقهم في العودة".
وتأسست "أونروا "بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
وتقدم الوكالة خدماتها لنحو 5.9 ملايين شخص تقريبا، ويعيش حوالي ثلثي هذا العدد في 58 مخيما معترفا به للاجئين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتعرض الوكالة الأممية لهجوم إسرائيلي شرس، وصل إلى حد سن تشريعات بهدف تقويض عملها وفق ما يراه الفلسطينيون.
وذكرت الخارجية الفلسطينية: "بات واضحاً أن الحكومة الإسرائيلية تمعن في استهداف الأونروا وتعمل على تدميرها وقتل كادرها وإخراجها عن الخدمة بهدف تغيير هوية القطاع بحيث يصبح بدون سكان وبدون طابع اللجوء والمخيمات، وذلك في إطار حرب الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية".
وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بالتوقف "بجدية أمام هذا القرار الإسرائيلي الخطير الذي يعني قتل وتهجير المدنيين (...) والتدخل الفوري لوقف تنفيذه قبل فوات الأوان".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، وسط شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، ما أودى بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وخلفت الحرب المستمرة على غزة، عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".