أعلن الوزير الاسرائيلي جدعون ساعر رئيس حزب "أمل جديد"، استقالته من الحكومة، بعد انقضاء مهلة منحها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضمه لمجلس الحرب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ساعر في تل أبيب، ونقلته هيئة البث الإسرائيلي الرسمية.
وقال ساعر: "كان الغرض من دخولي إلى حكومة الطوارئ التعبئة للحرب المهمة في معارك إسرائيل".
وتابع: "من أجل القضية دخلت الحكومة رغم أنني لم أدرج في مجلس الحرب، خلافا للاتفاق بيني وبين شريكي السابق"، في إشارة للوزير بمجلس الحرب بيني غانتس.
وأضاف ساعر: "بعد فوات الأوان، ربما كنت مخطئا (في انضمامي للحكومة)".
وعن الحرب على غزة، قال: "في الأشهر الأخيرة، رأيت أنا ومواطنو إسرائيل كيف أن مسار المعركة لا يقربنا بالقدر المطلوب من تحقيق أهدافها".
واعتبر أنه "من أجل تدمير القوة العسكرية لحماس، كان من الضروري العمل وفق جدول زمني أسرع"، مضيفا أنه "من خلال خفض الضغط العسكري، فقدنا مصدر ضغط كبير للتوصل إلى صفقة جديدة لإطلاق سراح المختطفين".
وأوضح أن "تمديد المعركة أدى إلى تفاقم وضعنا على الساحة السياسية الدولية".
وبحسب ساعر، "تم نقل إدارة الحرب إلى حد كبير من المجلس الوزاري السياسي الأمني (الكابينت) لصالح مجلس الحرب".
وتابع: "في رأيي، يفتقر مجلس الحرب إلى الأصوات الناقدة التي تجلب وجهات نظر أخرى إلى طاولة النقاش، ولهذا السبب طالبنا بالانضمام إليه حتى أتمكن من طرح خبرتي على الطاولة".
وعن سبب استقالته من الحكومة، قال ساعر: "لا أستطيع تحمل المسؤولية طالما لا أملك، حسب تقديري، إمكانية عملية للتأثير على اتجاه السياسة، أنا ببساطة لا أرى أي فائدة في هذا بعد الآن".
وأضاف: "لذلك، وبقلب مثقل، أعلنت نيتي الاستقالة من الحكومة ووقعت كتاب استقالة موجه إلى رئيس الوزراء".
وقبل نحو عشرة أيام، أعلن ساعر أنه سينسحب من الحكومة إذا لم يضمه نتنياهو إلى مجلس الحرب، لكن الأخير لم يقدم على أي خطوة بهذا الخصوص.
وفي 12 مارس/آذار الجاري، أعلن ساعر، إنهاء شراكته السياسية مع الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، وحل تحالف "معسكر الدولة"، ليخرج ساعر بمقاعد حزبه الـ 4، تاركا حزب غانتس "أزرق أبيض" مع 8 مقاعد.
و"ساعر" هو وزير بلا حقيبة في حكومة الوحدة الوطنية التي جرى تشكيلها بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي 10 يوليو/تموز 2022، أعلن غانتس رئيس حزب "أزرق-أبيض"، وساعر رئيس حزب "أمل جديد" خوض الانتخابات البرلمانية في قائمة مشتركة تحت اسم "معسكر الدولة"، الذي حصل لاحقا على 12 مقعدا بالكنيست (البرلمان) من أصل 120.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن جدعون ساعر الانشقاق عن "الليكود" وتشكيل حزب "أمل جديد".
ويأتي هذا التطور، في وقت تشن فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".