في اليوم الـ174 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واليوم الـ18 من رمضان، طالبت منظمة الصحة العالمية بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة محذرة من مغبة انهيار النظام الصحي، فيما أعلنت الكويت وفرنسا دعمهما لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا). على الصعيد الإسرائيلي، تعيش الحكومة أزمة تجنيد اليهود المتدينين التي تهدد الائتلاف الحاكم.
فقد وصف صندوق الأمم المتحدة للسكان منع الاحتلال الإسرائيلي وكالة الأونروا من تقديم مساعدات للفلسطينيين بأنه "إجراء خطير يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصعيد الإنساني في قطاع غزة".
وأوضح الصندوق على منصة إكس أن "السلطات الإسرائيلية تمنع الأونروا -شريان الحياة لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين- من تقديم المساعدات الحيوية لشمال غزة من خلال رفض الموافقة على (تسيير) قوافل الغذاء".
في سياق متصل أعلنت الكويت أنها سلمت مساهمتها السنوية بقيمة 2 مليون دولار للأونروا.
يأتي إعلان الكويت في وقت ذكرت فيه الوكالة أنها تملك ما يكفي من المال لإدارة عملياتها حتى نهاية مايو/أيار القادم بعدما علّق كثير من المانحين تمويلهم للوكالة بسبب اتهامات إسرائيل بمشاركة بعض موظفي الأونروا في معركة طوفان الأقصى وهي اتهامات لم تستطع إسرائيل إثباتها ولم تقدم أي أدلة عليها.
كما أعلنت فرنسا أنها تعتزم المساهمة بمبلغ 30 مليون يورو هذا العام لدعم أنشطة الأونروا، بشرط أن تؤدي مهمتها بحياد.
من ناحية ثانية، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الخميس، إن 10 مستشفيات من أصل 36 تعمل بشكل جزئي في غزة والنظام الصحي لا يكاد يصمد.
وطالب بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية على المستشفيات بغزة، وإلى حماية الطواقم والمرضى والمدنيين، وحذر غيبريسوس من مغبة انهيار النظام الصحي بقطاع غزة المحاصر.
ارتفاع حصيلة الشهداء
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 6 مجازر في القطاع، راح ضحيتها 62 شهيدا و91 مصابا، وارتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 32 ألفا و552 شهيدا، بينما بلغ عدد المصابين 74 ألفا و980.
وقال الصحفي عماد زقوت، من محيط مجمع الشفاء الطبي في غزة، إن قوات الاحتلال تواصل حصار المجمع، وقصف محيطه بالطائرات والمدفعية، فضلا عن نسف عدد من المنازل المجاورة له.
وأضاف زقوت أن الاحتلال يمنع علاج وإجلاء المرضى، أو إدخال مساعدات لهم؛ مما أدى إلى استشهاد عدد من نزلاء المجمع والنازحين الموجودين في باحاته وأروقته.
وفي ذات السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي أعدموا أكثر من 200 فلسطيني من النازحين الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، واعتقلوا نحو 2000 آخرين.
وأكد أن جنود الاحتلال يهددون الطواقم الطبية والنازحين داخل المجمع بقصف وتدمير المباني فوق رؤوسهم أو الخروج للتحقيق والتعذيب أو الإعدام.
أزمة حكومة نتنياهو
قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من المحكمة العليا مهلة 30 يوما إضافية للتوصل إلى إقرار قانون التجنيد المثير للجدل وذلك وسط تفاقم الخلاف حول تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم) بين الأحزاب الدينية وعدد من الوزراء.
وفشلت الحكومة الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، في التوصل إلى صيغة مقبولة بشأن تجنيد الحريديم، مما يجعلهم ملزمين بالتجنيد بداية من الاثنين مطلع أبريل/نيسان المقبل.
وقال موقع "والا" العسكري الإسرائيلي إن قادة الجيش أبلغوا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنهم بحاجة إلى تجنيد حوالي 20 ألف جندي إضافي كي يتمكن الجيش من القيام بالمهام الروتينية والعمليات الحربية في ميادين مختلفة.
وتعيش إسرائيل أزمة سياسية حادة بسبب قانون التجنيد، ففي حين تعارض الأحزاب الدينية المساس بمبدأ إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، يطالب وزراء بينهم عضو مجلس الحرب بيني غانتس وغالانت وزعيم المعارضة يائير لبيد بوضع حد لهذا الإعفاء.
من ناحية ثانية، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أهالي الجنود الأسرى المحتجزين في قطاع غزة سيجتمعون اليوم الخميس للمرة الأولى مع نتنياهو. مشيرة إلى أن الأهالي "سيطلبون من نتنياهو إجابة عن سؤال حول خططه لإعادة أبنائهم".
وقبيل اللقاء الذي لم تذكر هيئة البث الإسرائيلية مكانه أو تحدد موعده نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أهالي الجنود المحتجزين قولهم: "خوّفتنا الأجهزة الأمنية والدولة، ولم يتواصل معنا أي وزير، والتزمنا الصمت منذ بدء الحرب بناء على طلب الأجهزة الأمنية".
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن أهالي الجنود قولهم في بيان: "لقد تم التخلي عن أبنائنا، ويتم احتجازهم كجثث لدى حماس".
حكومة فلسطينية جديدة
صادق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الخميس، على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الاقتصادي محمد مصطفى الذي احتفظ بحقيبة الخارجية، وذلك بعد أسبوعين من تكليفه.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الحكومة الجديدة التي خلت من أسماء وزراء سابقين باستثناء وزير الداخلية زياد هب الريح، ستؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس يوم الأحد المقبل.
تطورات المعارك
بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– صورا تظهر استهداف آلية إسرائيلية في محيط مستشفى الشفاء واشتباكات بالأسلحة الخفيفة مع جنود الاحتلال.
وظهر أحد المقاتلين في الفيديو وهو يستهدف الآلية بقذيفة محمولة على الكتف من نافذة أحد البيوت، كما ظهر آخر وهو يشتبك مع الجنود الإسرائيليين بمدفع رشاش وسط أحد الشوارع.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح، إذا ما انهارت مفاوضات الأسرى.
جبهة لبنان
قال مراسل الجزيرة إن صفارات الإنذار دوت عدة مرات في بلدتي شلومي وحنيتا الإسرائيليتين في الجليل الغربي، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، فيما زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بيروت لبحث خفض التصعيد.
وأضاف المراسل أن صفارات الإنذار دوت في بلدتي غورن وغورنوت في الجليل الغربي.
اقتحامات الضفة
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة بلدات في الضفة الغربية فجر اليوم الخميس، مما أسفر عن إصابة 6 شبان فلسطينيين في القدس المحتلة ومدينة نابلس، فيما أفاد مراسل الجزيرة بأن طيران الاستطلاع الإسرائيلي يحلق فوق مدينة طوباس بالضفة الغربية.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية إصابة 4 شبان فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، كما أفادت مراسلة الجزيرة بإصابة شاب آخر برصاص قوات الاحتلال عند مدخل المخيم.
وقد أصيب 3 إسرائيليين على الأقل بنيران أطلقت على حافلة للمستوطنين وعدة مركبات قرب بلدة العوجا شمالي مدينة أريحا في غور الأردن صباح اليوم الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته وصلت إلى مكان الحادث وأغلقت المنطقة وباشرت عمليات التمشيط بحثا عن المهاجمين الذين لاذوا بالفرار.
وأفاد متحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي أن إطلاق النيران حدث في موقعين متقاربين في المنطقة نفسها، حيث استهدف المهاجمون سيارات إسرائيلية أيضا.