في اليوم الـ177 للحرب، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق عديدة في قطاع غزة، مواصلة استهداف المدنيين مما أسفر عن شهداء جدد.
وفي التطورات الميدانية أيضا، تدور معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينتي غزة وخان يونس.
سياسيا، يتوجه وفد إسرائيلي للقاهرة لبحث صفقة تبادل محتملة مع حركة (حماس)، بينما رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب تحسبا لتصاعد المظاهرات المطالبة بانتخابات مبكرة وباتفاق لتبادل الأسرى.
عمليات للمقاومة
فقد أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أنها قتلت جنديا إسرائيليا في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعد قنصه وإصابته إصابة مباشرة.
كما أعلنت كتائب القسام أن مقاوميها استهدفوا دبابة "ميركافا" إسرائيلية بعبوة "شواظ" في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
أما سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– فأعلنت أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في القرارة، شمال شرق خان يونس، ومقر قيادة في محيط مجمع الشفاء.
مجازر الاحتلال وحصيلة جديدة للشهداء
وأفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 77 فلسطينيا، بينهم صحفيون، وإصابة 108 آخرين في 8 مجازر ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمناطق متفرقة في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، كما زعم الاحتلال قصف مقاتلين من المقاومة في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو أغار على نحو 80 هدفا في مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
ومع استمرار حصار قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، أظهرت لقطات قصفا إسرائيليا مع سماع أصوات اشتباكات في محيط المجمع فجر اليوم الأحد.
وفي آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة -الأحد- قالت إن أعداد ضحايا العدوان ارتفعت إلى 32 ألفا و782 شهيدا، و75 ألفا و300 جريح.
وقالت الوزارة إن عددا من الضحايا ما زالوا عالقين تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
استهداف مدنيين
من جانب آخر، قال ضابط إسرائيلي كبير -الأحد- إن الشبان الأربعة الذين استهدفتهم مسيّرة إسرائيلية في خان يونس كانوا غير مسلحين، ولم يعرّضوا القوات الإسرائيلية للخطر في المنطقة التي كانوا يسيرون فيها، وفق ما نقلته صحيفة هآرتس.
ويأتي ذلك عقب بث الجزيرة مشاهد حصلت عليها من مسيّرة إسرائيلية تُظهر استهداف مدنيين فلسطينيين بمنطقة السكة في خان يونس جنوبي قطاع غزة بداية فبراير/شباط الماضي.
ووصف الضابط الإسرائيلي ذلك الحادث بالخطير للغاية، ولم يستبعد أن يكون الشبان يبحثون عن الطعام، كما أقر الضابط بأن جيش الاحتلال أنشأ مناطق إعدام في غزة، وأي شخص يعبرها يتم إطلاق النار عليه.
وشككت مجموعة من قادة جيش الاحتلال الاحتياطيين والقادة الإسرائيليين -تحدثوا إلى صحيفة "هآرتس"- في الادعاء بأن كل هؤلاء كانوا مسلحين. ومن المحتمل جدا أن الفلسطينيين الذين لم يحملوا سلاحا قط في حياتهم قد أُدرجوا ضمن هذا التصنيف بعد وفاتهم، على الأقل من قِبل الجيش الإسرائيلي.
نتنياهو يتعهد بدخول رفح
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -مساء الأحد- أن حكومته وافقت على الخطط العملياتية لاجتياح مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر.
وفي مؤتمر صحفي قبيل خضوعه لعملية جراحية مساء الأحد، قال نتنياهو "سندخل رفح ونقضي على حماس، ودون ذلك لا نصر".
وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية تعمل على إجلاء السكان قبل اقتحام رفح، وسندخل إلى المدينة رغم معارضة الرئيس الأميركي جو بايدن".
وادعى نتنياهو أن المعلومات التي حصل عليها الجنود الإسرائيليون في عملية مستشفى الشفاء تساعد على تحديد مكان المسلحين.
ويزعم نتنياهو أن رفح المعقل الأخير لحركة حماس، ويُصر على اجتياحها رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون فلسطيني في المدينة، غالبيتهم من النازحين.
لا مفاوضات جديدة
وعلى صعيد مفاوضات تبادل الأسرى، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان -في حديث للجزيرة، الأحد- أنه لا حديث حتى اللحظة عن أي جولة مفاوضات جديدة، بعد أنباء عن أن الوفد الإسرائيلي سيصل مساء الأحد للقاهرة لبحث صفقة التبادل.
وأضاف أن الاحتلال لم يقدم في ردوده أي التزامات، وإجاباته كانت محاولة للمماطلة فيما يتعلق بالنقاط الأساسية التي تريد حماس إجابات بشأنها، وهي وقف العدوان والانسحاب من غزة وعودة النازحين للشمال وإعمار القطاع.
وقال إن إسرائيل تريد استعادة أسراها فقط ومواصلة العدوان بطريقة مفتوحة، مؤكدا أن الموقف الأميركي يسهم بتغطية "التعنت" الإسرائيلي.
مظاهرات إسرائيلية
وتوافد آلاف الإسرائيليين -الأحد- للتظاهر في محيط المقار الحكومية وأمام مقر الكنيست في مدينة القدس المحتلة للمطالبة بإعادة الأسرى والتوصل لصفقة مع حركة حماس وإقالة الحكومة.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن المتظاهرين أقاموا خياما للاعتصام فيها أمام مقر الكنيست، كما علقوا يافطات تُحمّل نتنياهو المسؤولية عن حياة المحتجزين لدى حركة حماس، وتطالب برحيل الحكومة التي وصفوها بحكومة الدمار والخراب.
وأضافت أن ذوي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة يواصلون اعتصامهم أمام الكنيست لليوم الثاني، وأنهم سيواصلون تظاهراتهم لمدة 4 أيام، مؤكدة أن الشرطة أغلقت بعض الشوارع الرئيسية.
كما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الشرطة نشرت مئات من عناصرها في القدس، استعدادا للمظاهرات.
اقتحامات واعتقالات بالضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة شرق نابلس وشنت حملات دهم واعتقال بمناطق في الخليل.
كما اندلعت اشتباكات في المخيم بين قوات الاحتلال ومقاومين، مما أدى إلى إصابة شاب فلسطيني بجروح طفيفة، وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بتعزيزات عسكرية من محاور عدة باتجاه المخيم، وأغلقته، قبل أن تنسحب.
واقتحمت قوات الاحتلال مناطق في محافظة الخليل، حيث دهمت بلدتي سَعير وشيوخ، وسط مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المدمع.
ودهمت قوات الاحتلال أيضا بلدة بيت أُمّر ومدينة يطا، كما اقتحمت بلدة مراح رباح، جنوب بيت لحم.
وفي طوباس، أفاد شهود عيان بأن فلسطينيين اشتبكوا مع قوات الاحتلال خلال انسحابها من حاجز تياسير، شرق المدينة.
على صعيد متصل، قال نادي الأسير الفلسطيني إنّ الاحتلال اعتقل منذ السبت 25 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم 6 نساء أفرج عنهن لاحقا.
وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات القدس، والخليل وبيت لحم وجنين وطوباس وقلقيلية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني -في بيان مشترك- إن حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بلغت 7895.
استشهاد قيادي بحزب الله
وعلى الجبهة اللبنانية، أكد حزب الله -الأحد- استشهاد أحد عناصره، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قياديا في الحزب بغارة جوية على سيارة في بلدة كونين جنوبي لبنان.
وأضاف الجيش الإسرائيلي -في بيان- أن القيادي يدعى إسماعيل الزين وهو مسؤول كبير في وحدة الصواريخ المضادة للدبابات بقوة الرضوان التابعة لحزب الله.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه رصد في الساعات الماضية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية إلى منطقة مرغليوت والمالكية في الجليل الأعلى، متابعا أنه هاجم مصادر إطلاق النار.
وأردف أنه نتيجة لعمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية، أصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، جراء سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان على منطقة كريات شمونة في الجليل الأعلى.
على صعيد متصل، قالت مراسلة الجزيرة إن منظومة الدفاع الإسرائيلية أطلقت صاروخين اعتراضيين من الجليل الأعلى في مزارع شبعا المحتلة، مؤكدة إطلاق 3 صواريخ باتجاه موقع إسرائيلي في مزارع شبعا.
وأعلن حزب الله أنه هاجم بمسيّرات انقضاضية مربض مدفعية برختا الإسرائيلي وانتشارا لجنود الاحتلال في مزارع شبعا، مشيرا إلى أنه حقق إصابات مباشرة.
وقال حزب الله أيضا -في بيانات منفصلة- إنه استهدف ثكنة راميم وموقع زبدين بقذائف المدفعية وموقع المالكية بصواريخ "بركان"، كما قصف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة.