داخل مستشفى الشفاء، تبحث سيدة فلسطينية بين الركام والتراب عن أثر ابنها وزوجها اللذين اختفيا أثناء اقتحام القوات الإسرائيلية للمستشفى، الذي دمرته وقتلت فلسطينيين واعتقلت آخرين داخله، قبل انسحابها.
وتجولت الفلسطينية بين الأروقة والممرات وساحات المستشفى المدمرة، حتى وجدت أخيرًا قميصًا وقبعة كان يرتديهما زوجها، ملقيَّة على الأرض.
وما إن وجدت أثرا لزوجها بين ركام مستشفى الشفاء وترابها، تنطلق كلمات مليئة بالحزن والألم من لسان المرأة: "شممت رائحته".
هذه العبارة تدل على عثورها على ملابس زوجها، وتزيد من وجعها وألمها، حيث تركت رائحة القميص والقبعة ذكريات مؤلمة لها، بعد أن ارتداهما قبل العملية العسكرية الإسرائيلية على المجمع بيومين، بحسب ما قالته الزوجة في مقطع فيديو.
وما إن وجدت القميص والقبعة، أسرعت إلى أخذهما وحملتهما بين ذراعيها، وهي تشم الرائحة المألوفة لزوجها، فبدأت دموعها الساخنة تتساقط بغزارة مع صرخاتها، وعانقتهما بقوة، وسط الألم الذي يتصاعد في قلبها المكلوم.
بالرغم من العثور على أثر لزوجها من خلال قميصه وقبعته، إلا أنها لم تستسلم، وأصرت على مواصلة البحث عن سرواله وحذائه اللذين كان يرتديهما.
وتشعر السيدة بالقلق الشديد بعد العثور على أثر لزوجها، حيث لا تعرف مصيره أو مصير ابنها الذي كان يرافقه بين الجثامين التي أسفرت عنها الهجمات الإسرائيلية، أو بين المعتقلين.
وتخشى السيدة الغزية أن يكون ذلك الأثر الأخيرة لزوجها، حيث تعتقد بحسب المقطع المصور، أنه قتل، مما يزيد من حجم الحزن واليأس الذي يعتري قلبها.
غير أن سيدة أخرى كانت تصاحبها تهدئ من آلامها وتقول لها: "لا تقلقي، ربما هو معتقل، إذ لا يوجد أي أثار دماء على قميصه"، في إشارة على أنه على قيد الحياة.
وفي 1 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفًا وراءه دمارًا هائلًا وعشرات الجثث.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".