قال مواطنون فلسطينيون، نجحوا في النزوح من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل مواطنين واعتدى على نساء وأطلق النار على النازحين داخل مدارس الإيواء.
وفجر الثلاثاء، توغل الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة وقصف مسجدا ومنازل، وحاصر مدارس مهدية الشوا التي تؤوي نازحين، واعتقل عشرات من الرجال والأطفال وأجبر النساء والفتيات على النزوح.
وأفادت وكالة الأناضول نقلا عن شهود عيان، بأن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت بشكل مفاجئ وبشكل محدود في مناطق شرق جباليا وشمال بلدة بيت لاهيا وشرق بلدة بيت حانون وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
وذكر الشهود، أن الاتصالات انقطعت عن المنطقة التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون وشمال غرب بيت لاهيا.
وقال أحد الفلسطينيين الذين تمكنوا من النزوح من بلدة بيت حانون للأناضول: "بشكل مفاجئ وجدنا الجيش يطلق النار على المواطنين ونحن لا نعرف ماذا حدث أو لماذا، كيف جاء الجيش لا نعرف".
وأضاف: "دخل الجيش إلى مدرسة تحتوي على نازحين قاموا بتكسير كل شيء، وقاموا باعتقال أشخاص وضرب نساء، كانت الأحداث مرعبة للغاية".
وتابع: "شهدت مشاهد لم أتوقعها أبدًا ولا أعرف كيف أصفها، نحن نعيش في جحيم من العنف والفوضى".
بدورها، قالت إحدى الفلسطينيات النازحات الأناضول: "عشنا مأساة كبيرة عندما دخلت طائرة (مسيرة) فوق رؤوسنا، شعرنا بالرعب الشديد كبار وأطفال، ولا ندري ماذا نفعل".
وتضيف: "خرجنا من المدرسة دون أي شيء، لا ملابس، ولا فراش، ولا طعام".
وأكملت: "يجب على العالم أن يستيقظ لما يحدث في غزة، الجيش قتل الأطفال أمام أعين آبائهم، وقتل الأمهات أمام أعين أطفالهن".
وتقول فلسطينية أخرى للأناضول: "نعيش في بيت حانون بالقرب من إحدى المدارس، تواصل معنا الجيش وأمرنا بمغادرة بيت حانون".
وتضيف: "كانت ليلة صعبة للغاية بالنسبة لنا جميعًا".
وتابع" الجيش اعتقل الشباب ونحن تمكنا من الهرب لمنطقة أخرى".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة سلامة معروف، إن الجيش الإسرائيلي يسعى لإفراغ بلدة بيت حانون والمنطقة الشرقية من بلدة جباليا شمال القطاع من سكانها من خلال عملية عسكرية ينفذها في المنطقتين منذ الليلة الماضية.
وفي بيان قال معروف، إنه "في جريمة جديدة ضد أبناء شعبنا يسعى الاحتلال لإفراغ بيت حانون والمنطقة الشرقية من جباليا شمال غزة، حيث نفذ جيش الاحتلال الليلة الماضية عملية عسكرية وتقدمت جرافاته ودباباته تجاه مراكز الإيواء في بيت حانون، وتم محاصرة مدرسة مهدية الشوا التي يتواجد فيها مئات النازحين".
وأضاف: "قام جيش الاحتلال بإنشاء مركز تحقيق ميداني خلف المدرسة وطلب من الجميع الخروج تحت تهديد السلاح، وأُجبرت النساء على خلع الحجاب، وتم تجريد الرجال من الملابس الخارجية".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "أجبر كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح منها وجرى اعتقال عدد من الشبان".
وتابع: "هذه الجريمة الجديدة تمت تحت غطاء قصف مدفعي عنيف وقصف من الطيران الحربي وإطلاق نار كثيف، وما زالت تتواجد الآليات العسكرية حتى هذه اللحظة قرب منطقة أبو صفية شرق بلدتي جباليا وبيت حانون".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.