شعر الطفل الفلسطيني محمد شبات (8 سنوات) بالفرح الشديد بعدما تمكن من سماع صوت أخوته وأمه بعد إصلاح سماعة الأذن الطبية الذي حطمها جنود بالجيش الإسرائيلي، خلال محاصرتهم واعتقالهم في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وبعد إصلاح سماعته الطبية، لم يعد الطفل شبات بحاجة للتواصل بلغة الإشارة، فقد استعاد القدرة على الاستماع والتفاعل بصوته مع الآخرين.
خوف وضرب
وخلال الفترة الماضية، عاش الشاب شبات حالة من الخوف والذعر نتيجة للأثار النفسية التي تركها اعتداء الجيش الإسرائيلي عليه، حيث تعرض للضرب وتم تحطيم سماعة الأذن الطبية التي كانت تمكنه من السمع بشكل سليم.
وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان الطفل شبات واحدًا من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين اضطروا للنزوح من شمال القطاع إلى وسط القطاع لمدينة دير البلح.
و تعرض شبات لتحقيق والضرب والسحل هو وعائلته على يد قوات من الجيش الإسرائيلي المتوغلة إلى شمال قطاع غزة.
وبعد مرور أكثر من 200 يوم على الحرب، لم ينسَ الطفل العنجهية التي مارسها الجيش الإسرائيلي بحقه، كما لم ينسَ دماء وجثامين الشهداء الملقاة على الأرض وتنهشها الكلاب والقطط عندما نزح من شمال القطاع إلى جنوبه.
مشاهد عنف لا تفارقه
وبات شبات في كل وقت يذكر مشاهد العنف الذي تعرض له هو وعائلته على يد جنود الجيش الإسرائيلي، و التي لا تفارق ذاكرته وتؤثر على حياته اليومية، بحسب والدته.
قال الطفل شبات لوكالة الأناضول: "كنا في بيت حانون شمال قطاع غزة، واضطررنا للنزوح بسبب القصف والضرب، وواجهنا الجيش وصاح علينا بصوت مرتفع وضربني وأخذوا سماعتي من أمي وحطموها".
وأضاف: "بعد تحطيم السماعة، لم أعد قادرًا على السمع، وكنت أحب أن أسمع صوت أخوتي وأمي وأبي".
وتابع: "ضربني الجيش على قدمي وأنا كنت أبكي، ثم تم سحلي ودفعني الجيش لخلع ملابسي".
وأشار إلى أنه خلال نزوحه من الشمال إلى الجنوب، شاهد الدبابات الإسرائيلية ومشي مسافات طويلة شعر بالتعب، ورأى جثث فلسطينيين ملقاة على الأرض ينهشها الكلاب الضالة.
وبعد تركيب سماعة جديدة، استطاع الطفل أن يسمع مرة أخرى، قائلاً: "الآن أنا أفضل أن أسمع وسعيد بسماع أخوتي وأبي وأمي".
وعبر الطفل عن خوفه الشديد عندما تعرض للعنف من جانب الجيش الإسرائيلي وتحطيم سماعته وضربه، موضحًا أنه لم يكن قادرًا على سماع ما يقوله الجيش بسبب تحطيم سماعته.
نزوح واعتداء
بدورها، قالت والدة الطفل إيمان شبات للأناضول: "غادرنا المنزل بعد تعرض منزل جارنا للقصف في بداية الحرب، ولجأنا إلى مدرسة حلب الموجودة حول المستشفى الإندونيسي وبقينا هناك لمدة شهرين".
وأضافت: "بسبب الهجمات نزحنا مرة أخرى، ولجأنا إلى المنطقة الصناعية في منطقة في بيت حانون في قطاع غزة".
وتابعت: "كنت أحمل جهاز السمع الخاص بطفلي عندما دخل الجنود الإسرائيليون المنطقة التي كنا فيها، وللأسف، لم يكن للطفل الصغير الفرصة لارتداء جهاز السمع".
وأشارت إلى أنه عندما اجتاح الجيش المنطقة، لم نتمكن حتى من ارتداء نعالنا.
وأوضحت أن طفلها لا يستطيع السماع بدون الجهاز، وعندما طلبت من الجيش الإسرائيلي وضع جهاز السماع لابنها، رفضوا الطلب.
وذكرت أن الجيش الإسرائيلي حطم السماعة وأتلفها، وبعد فترة طويلة في مناطق النزوح، تم إصلاحها أخيرًا، وتمكن ابنها من السماع مرة أخرى.
وأشارت إلى أن الحرب أثرت سلبًا على ابنها وكذلك على كل الأطفال، وتتمنى أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".