لأول مرة، أجرى مسؤول قطري رفيع مقابلة مع قناة "كان" العبرية تحدث فيها عن تفاصيل الوساطة بين حركة حماس و إسرائيل وموضوع اجتياح رفح واستضافة قيادة حماس قي الدوحة ووجه رسالة لرئيس الوزراء الإسيرائيلي بنيامن نتنياهو.
وفيما يلي نص المقابلة التي بثتها موقع "مكان" مع، ماجد الأنصاري، مستشار رئيس وزراء قطر والناطق باسم خارجية دولة قطر، حيث تحدث الأنصاري مع الصحفية غيلي كوهين، عن مفاوضات إطلاق سراح المختطفين، و القضايا التي تؤرق الجمهور في إسرائيل وكذلك في بلاده قطر، وهي المقابلة الأولى للاعلام العبري.
نعيش حاليا أيام عيد الفصح، وهو عيد يتمحور حول مفهوم الحرية. بعد أكثر من 200 يوم في الأسر، هل تبذل قطر قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن المختطفين؟
- منذ عام 2016، لعبت قطر دورًا مهمًا بطلب من الولايات المتحدة. لقد تمكنا من منع حدوث تصعيد جديد، بما في ذلك ما حدث في 28 سبتمبر/أيلول. يعمل فريق التفاوض لدينا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والمرة الوحيدة التي لم يعمل فيها كانت عندما انهارت المحادثات. مع كل يوم من التأخير في التوصل إلى اتفاق، تتعرض حياة الناس للخطر. نحن ندرك أن حياة هؤلاء الناس من مسؤوليتنا وتقع على عاتقنا. لقد أعربنا عن إحباطنا من مستوى التزام الطرفين، واننا نعيد النظر في دورنا كوسطاء نظرا لانطباعاتنا عن مستوى جدية الطرفين في التوصل إلى اتفاق.
هل تبذل إسرائيل قصارى جهدها للوفاء بالتزاماتها؟
- نعتقد أنه يمكن فعل الكثير، ويمكن للجانبين فعل المزيد. نحن نبذل كل ما في وسعنا، ونحتاج إلى مزيد من الضغط للتوصل إلى اتفاق.
ألقت وكالة المخابرات المركزية وبلينكن باللوم على حماس بسبب الوضع الراهن وبسبب حقيقة عدم التوصل الى وقف لإطلاق النار. ويبدو أن هناك الكثير من التنازلات من جانب إسرائيل للتوصل إلى اتفاق. ما رأيك في ذلك؟
- نحن بحاجة إلى التزامات من الجانبين، وليس فقط من الجانب الإسرائيلي أو من جانب حماس. أي وساطة، خاصة في الحالة التي نحن فيها، ستكون عسيرة وتبقى التنازلات ضرورية من قبل الجانبين. وكل يوم يمر دون التوصل إلى اتفاق يعرض المختطفين والمواطنين في غزة للخطر.
هل تعتقد أن نتنياهو لا يدرك هذا الأمر؟
- لن أتحدث عن الاشخاص بشكل فردي، فالأمر أكبر من ذلك. هناك العديد من الاعتبارات والحسابات السياسية الضيقة لدى الجانبين، التي تؤثر على عملية التفاوض. لقد قلنا بوضوح أشياء تتعلق بهذا الأمر، وانه ليس وقتا مناسبا لحسابات سياسية. هذا ليس وقت تفضيل المستقبل السياسي على حياة المخطوفين والمدنيين. نأمل أن ما يشغل بال جميع المعنيين شيء واحد فقط - القضية الإنسانية، كما تشغل بال القطريين.
إذا باشرت إسرائيل العملية في رفح، كيف يمكن أن يؤثر ذلك على المفاوضات؟
- كل عملية برية لها عواقب على الاتصالات الخاصة بالصفقة. لا توجد عملية عسكرية يمكن أن تتم دون المخاطرة بالمدنيين. نحن على مسافة ستة أسابيع من المجاعة في رفح. هناك إمكانية محدودة للحصول على المياه، والأطفال يموتون في الحاضنات والنساء تموت بسبب عدم إمكانية الوصول إلى مصدر للمياه النقية. إن أي عملية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية لم تحدث من قبل، وبالطبع سيكون لذلك عواقب على الوضع الميداني. إن كل تصعيد ميداني يشكل خطرا على المخطوفين وعلينا أن نمنح الأولوية لإعادة المخطوفين إلى عائلاتهم.
سيقول بعض الإسرائيليين إن قطر تستضيف قيادة حماس، المنظمة الإرهابية المسؤولة عن أسوأ هجوم على اليهود منذ المحرقة
- القرار السهل كان ببساطة أن نرفع أيدينا ونقول إنه لا يمكن فعل أي شيء حيال الوضع. ونعتقد أن الخطأ الكبير هو ألاّ نكون وسطاء بعد 7 أكتوبر. إننا نجري مناقشات صعبة للغاية لإنهاء الصراع وإعادة المختطفين. والبديل عن ذلك هو عدم إجراء أي محادثات، وعدم إعادة المختطفين إلى ديارهم وعدم رعاية المدنيين في غزة. إن دورنا كوسطاء يتطلب منا اتخاذ العديد من الخطوات، ولم نكن وسطاء سلبيين على الاطلاق.
عندما طلبت منا الولايات المتحدة فتح هذه القناة، كانت ثمة مخاطرة بأن تتعرض قطر لكثير من الانتقادات بسبب قيامها بهذا الدور واستضافتها حماس في الدوحة، لكن هذا ما سمح لنا بإجراء كل هذه الاتصالات. منذ 2016 وحتى اليوم يكمن السبب الوحيد لوجود مكاتب حماس في الدوحة، في دور الوساطة الذي نقم به الآن. ونستغرب من المستفيدين من الوساطة ومنخرطين حاليا في المفاوضات ينتقدون قطر لاستضافتها حماس، بينما هنا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن تعقد فيه المحادثات.
لقد كنتم نشيطين أيضًا عندما كان الأمر يتعلق بنقل المساعدات والأموال إلى غزة. ماذا تقول لمن يزعم أن قطر حولت مئات الملايين من الدولارات إلى غزة وبالتالي كان لدى حماس ما يكفي من المال للقيام بأنشطة إرهابية؟
- أريد أن أوضح بشأن المساعدات المرسلة إلى غزة. وكما قلت، لم نكن أبدا وسطاء سلبيين. في كل وساطة ناجحة شاركت فيها قطر - قمنا بتمويل السلام والاستقرار. ولكن هذا شيء لم يحدث - لا يوجد سلام ولا استقرار، كل هذه المساعدات كانت ضمن آلية تحت إشراف إسرائيلي شامل، كل شيء خضع للفحص الإسرائيلي، بما في ذلك أسماء العائلات التي حصلت على 100 دولار شهرياً كجزء من المساعدات، كل الأسماء مرت بفحص إسرائيلي.
نشعر بالصدمة من أن بعض كبار المسؤولين، الذين عملوا وأحيانا جاءوا إلى الدوحة لإقناع قطر بزيادة المساعدات أو مواصلة المساعدات، يتهمون قطر الآن بإرسال أموال إلى حماس. هذه الأموال خضعت للسيطرة الإسرائيلية، الأموال فعليا تم تمريرها إلى إسرائيل لدفع ثمن الوقود، وكانت تمر عبر إسرائيل ومن هناك إلى غزة. وقد تم تدقيق المساعدات من قبل المنظمات الدولية حتى لا يتم تحويل كل الأموال إلى مكان آخر. وإن انعدام الأمن هنا ليس بسبب إرسال المساعدات المالية إلى غزة، وانما بسبب عدم الالتزام من كلا الجانبين.
ورد المسؤول القطري على تصريح لأحد أعضاء البرلمان، تضمن تصريحات قاسية ضد اليهود وإسرائيل، وكان عضو البرلمان قد قال في الفيديو: "لن يكون هناك سلام أو مفاوضات مع الكيان الصهيوني لسبب واحد فقط - لأن أساس تقاليدهم لا يسمح لهم بالتفاوض بل فقط بالغش وكسر الوعود والكذب. مضى على مبادرة السلام أكثر من 22 عامًا، وهم لا يعترفون بها، ولا يعرفون سوى شيء واحد، وهو القتل، لأنهم قتلوا الأنبياء".
فهل هذا يمثل الجمهور القطري هذه الأيام؟
- هذا عضو منتخب في مجلس الشورى. وهو بالتأكيد لا يمثل الموقف القطري. موقفنا فيما يتعلق بالكراهية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا والعنصرية واضح للغاية. قطر مجتمع متعدد الثقافات، وهناك أشخاص هنا لديهم معتقدات مختلفة وأفكار مختلفة. نتمتع بتعدد الثقافات لدينا، ونؤمن بهذا المبدأ، والموقف القطري واضح للغاية، وهو يظهر في جميع بياناتنا منذ سنوات، بما في ذلك التزامنا بمحاربة الكراهية.
ثمة عقبة أخرى فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل وقطر وهي حظر بث قناة الجزيرة من إسرائيل. كيف تنظرون إلى هذه الخطوة من جانب إسرائيل؟ وتعتبر إسرائيل قناة الجزيرة محطة تمجد الإرهاب؟
- لن أتحدث نيابة عن وسيلة إعلامية مستقلة، أقترح عليك التحدث إليهم مباشرة. لا يسعني إلا أن أشجع على إجراء حوار مباشر مع الجزيرة، وسأكون سعيدا برؤيتك تجري مقابلة مع شخص من قناة الجزيرة حول هذه القضية. موقفنا فيما يتعلق بهذا الأمر واضح للغاية - نحن نحترم حرية الصحافة ونأمل أن تسمح جميع حكومات العالم للصحفيين بالعمل دون رقابة.
لقد تصرفت بشكل غير عادي عندما تحدثت إلينا، نحن قناة إعلامية إسرائيلية، وأتساءل عما إذا كان لديك أي شيء تقوله للجمهور الإسرائيلي.
- قطر دولة محبة للسلام. ولطالما آمنا بالسلام والحوار والوقوف إلى جانب أصدقائنا وشركائنا. وينبع الكثير من المعلومات المضللة من عدم إدراك من نحن وماذا نفعل.