منذ صباح السبت، يشن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية ومدفعية على مناطق متفرقة امتدت من شمال قطاع غزة وحتى جنوبه بمدينة رفح، أدت إلى سقوط شهداء ومصابين فلسطينيين، تزامنا مع حملة تهجير قسري للغزيين.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي يطلق منذ ساعات الصباح القنابل الدخانية ويقصف بالطائرات والمدفعية مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة، سقط على إثرها عدد من الشهداء والمصابين الفلسطينيين.
وتحدت شهود العيان عن حركة لآليات عسكرية إسرائيلية قرب السياج الفاصل شرقي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، في ظل قصف جوي ومدفعي كثيف على المنطقة.
وأوضح الشهود أن القصف بشمال القطاع تسبب في نزوح آلاف الفلسطينيين من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة جباليا ومخيمها، ومناطق تل الزعتر السكة والشيخ زايد غرب مدينة غزة.
والسبت، طالب الجيش الإسرائيلي بتهجير جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور "بشكل فوري"، والتوجه نحو "المأوى" في مناطق غربي مدينة غزة.
ولكن تلك المناطق دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كامل في عملياتها العسكرية منذ بداية الحرب قبل 7 أشهر، وأصبحت لا تحوي أي مأوى لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في المناطق التي طالب الجيش بتهجير أهلها شمالي القطاع.
ومساء السبت، استشهد وجُرح عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنها الجيش الإسرائيلي في مناطق سكنية شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بحسب "الأناضول".
وذكرت "الأناضول" أن طائرات إسرائيلية شنت سلسة غارات في محيط مراكز إيواء نازحين وسط بلدة جباليا، خلفت حالة من الرعب تسيطر على آلاف النازحين.
وأفاد شهود عيان ، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منزل مراسل قناة "الجزيرة" القطرية، أنس الشريف، وسط مخيم جباليا.
وفي السياق، أفادت مصادر طبية، السبت، باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة عدد آخر معظمهم نساء وأطفال، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة القبط في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
كما استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في غارات إسرائيلية استهدفت منازل تعود لعائلات عكاشة والمصري وأبو عيطة شمالي القطاع، وفق شهود عيان.
وذكر الشهود أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تجري عمليات بحث عن مفقودين تحت أنقاض المنازل المستهدفة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى "كمال عدوان" لوكالة "الأناضول"، بوصول 6 شهداء وعدد من الجرحى إلى المستشفى جراء غارات إسرائيلية على شمالي القطاع خلال ساعات فجر السبت، فيما لا تزال الطواقم الطبية تحاول الوصول إلى شهداء ومصابين آخرين في الأماكن المستهدفة.
توغل واشتباكات
وفي مدينة غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف طائرات إسرائيلية حربية لثلاثة منازل في حي الصبرة والزيتون، بحسب مصدر طبي.
ووسعت القوات الإسرائيلية مناطق توغلها في حي الزيتون جنوبي المدينة، وسط قصف مكثف لمناطق متفرقة في الحي، بحسب شهود عيان.
وأشار شهود العيان إلى اندلاع "اشتباكات ضارية" بين عناصر المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الزيتون، حيث سمعت أصوات اشتباكات وانفجارات من مناطق أخرى أيضا.
كما استشهد عدد من الفلسطينيين في استهداف إسرائيلي منازل لعائلتي صيام وأبو شريعة في حي الزيتون، وفق مصادر طبية.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي، بدء عملية عسكرية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، هي الثانية من نوعها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قصف وسط القطاع
وفي وسط قطاع غزة، استهدف القصف الإسرائيلي منزلا لعائلة الخطيب في بلدة الزوايدة، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين بينهم 5 أطفال و3 نساء إضافة لعدد آخر من الإصابات، وفق شهود عيان.
كما استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلا لعائلة عابد في مخيم المغازي (وسط)، أسفرت عن سقوط 5 شهداء بينهم 4 نساء، وإصابة عدد آخر بجروح.
فيما أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، انتشال 9 شهداء وعدد من الجرحى بينهم طفلة، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلا وسط قطاع غزة.
توسيع عملية رفح
وفي مدينة رفح، ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، طلب الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، من سكان أحياء بقلب المدينة "المغادرة بشكل فوري"، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين، في شرقي المدينة، في خطوة تهجيرية جديدة لسكان رفح.
ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع نازحي رفح بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبا، وحتى بدايات رفح أقصى جنوب القطاع.
وتعد المواصي منطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وخلال الساعات الماضية، استشهد 14 فلسطينيا، بقصف طائرات حربية إسرائيلية استهدف منزلا وتجمعين لمواطنين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
والسبت، وسع الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية، بشكل متزامن في جميع محافظات قطاع غزة بعد مطالبته بتهجير أهالي مناطق واسعة في شمالي القطاع ووسط مدينة رفح (جنوب) وتوغله في جنوبي مدينة غزة وشرقي خانيونس (جنوب) إضافة لتنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع.
تدمير آليات إسرائيلية
كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة حماس، أعلنت في بيانات متفرقة "تدمير ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين 105 في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة، ودبابة في حي الزيتون بمدينة غزة".
وقالت الكتائب: "استهدفنا تجمعا لجنود العدو جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، وتحشدات وآليات للعدو شرق معبر رفح بعدد من قذائف الهاون".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 113 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".