تقرير بيت لاهيا: الجوع والفقر يدفعان المواطن غبن لزراعة الملوخية رغم المخاطر

thumbs_b_c_3ed4e0ce67a95f9e015f8d997577a1cc.jpg

دفع الجوع والفقر المواطن وجيه غبن إلى زراعة جزء من أرضه بالملوخية، أملاً في البدء بحصدها وطهيها خلال الأيام القادمة، لسد رمق أفراد أسرته الذين يكابدون مرارة الجوع والحرمان كباقي سكان محافظتي غزة والشمال، منذ أشهر طويلة.

ورغم المخاطر الهائلة التي تواجه غبن بسبب قرب أرضه من الحدود الإسرائيلية شمال بلدة بيت لاهيا، إلا أنه قرر البدء بزراعتها، بعد أن تركها طوال الأشهر الثمانية الماضية من عمر العدوان، وذلك بسبب نفاد جميع الأطعمة والخضراوات من أسواق قطاع غزة.

وعكست الحركة الدؤوبة والاستعجال في إنهاء عملية ري الأرض، التي لا تتجاوز مساحتها 1500 متر مربع، مخاوف غبن الكبيرة التي تغذيها جرائم الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة بحق عائلته، التي تسببت في استشهاد ثمانية من أفرادها، من ضمنهم ابنه جهاد وزوجته، إضافة إلى أبنائهما الستة.

وقال غبن، بعد أن أنهى عمله في المزرعة في ساعة مبكرة من الصباح، إن القصف المتقطع على المنطقة الذي يستهدف المزارعين وكل جسم متحرك فيها، يخيفه ويمنعه من قضاء وقت طويل في الأرض، مبيناً أن الكثير من المزارعين دفعوا حياتهم ثمناً لمحاولتهم العودة إلى زراعة أراضيهم في هذه المنطقة، التي تبعد مئات الأمتار عن الحدود الشمالية لقطاع غزة، والتي تعتبر من أكثر المناطق خطورة في القطاع.

وأوضح غبن (53 عاماً) لـ"الأيام" أن الجوع وفشله في العثور على أي نوع من الخضراوات لإطعام أسرته دفعاه إلى استصلاح نحو دونم ونصف الدونم وزراعتها بالملوخية من أجل إطعامها، وبيع الفائض للسكان الذين يجاورونه في سكنه بحي الأمل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

ويأمل غبن بأن يتمكن بعد أقل من أسبوع من حصد الملوخية التي يباع الكيلو الواحد منها الآن بنحو 35 شيكلاً من أجل توفيرها في السوق وكذلك إطعام أسرته التي لم تتذوقها منذ نحو عشرة أشهر.

وأكد أن تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، التي يغلب عليها الطابع الزراعي، يمنعه وآلاف المزارعين من العودة إلى العمل في القطاع الزراعي.

ويتطلع غبن لاستقرار الأوضاع الأمنية لإعادة عمله في القطاع الزراعي بهدف تعويض جزء من نحو 300 ألف دولار مجمل الخسائر التي تكبدها جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر.

واستعرض جزءاً من هذه الخسائر التي تتمثل في تدمير وتجريف أكثر من أربعين دونماً من الفراولة، وقتل أكثر من 50 من العجول والأبقار وتدمير بركسات، عدا تدمير منزله بالكامل.

ويضاعف الشح الكبير والحاد في البذور والأشتال وكذلك المحروقات من معاناة غبن، الذي اضطر إلى شراء كيلو بذور الملوخية بـ400 شيكل من أصل ثمانية شواكل فقط قبل الحرب، وذلك بسبب ندرتها وشحها، كما اضطر إلى دفع أضعاف السعر الحقيقي لأدوات الري، عدا دفع مبالغ طائلة لقاء شراء السولار لتشغيل إحدى الآبار غير المدمرة في المنطقة.

ودعا غبن المؤسسات المحلية والدولية إلى الاهتمام بإعادة إحياء القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، للتغلب على المجاعة المميتة التي تعصف بنحو 650 ألف مواطن يسكنون في محافظتي غزة والشمال منذ بدء العدوان.

ويعاقب الاحتلال ما تبقى من سكان في هذه المنطقة بحصار قاسٍ جداً، بعد رفضهم الخروج منها باتجاه محافظات الجنوب.

ولجأ الاحتلال إلى تجويع هؤلاء السكان بعد أن فشل في تهجيرهم بالقوة العسكرية والمجازر والاجتياحات، حيث يأمل بأن ينجح في تهجير هؤلاء أسوة بنحو 850 ألف مواطن نزحوا من المنطقة، وذلك عبر استخدامه سلاح التجويع.

عيسى سعد الله جريدة الأيام

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة