لم يكن القطاع المصرفي الفلسطيني بمنأى عن التحديات الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي تجاوزت التسعة أشهر حتى الآن. ومع ذلك، برز بنك فلسطين كمثال للصمود والابتكار، حيث استطاع تقديم خدماته للمواطنين بشكل فعال، مع التركيز على الحلول الإلكترونية التي أصبحت طوق النجاة للكثيرين في ظل الظروف الراهنة.
تطبيق "بنكي" كمنقذ للأزمة
وسط أزمة السيولة والقيود الصارمة على التعاملات البنكية، برز تطبيق "بنكي" لبنك فلسطين كحل سحري لمشكلات المواطنين المالية. هذا التطبيق، الذي أثبت قدرة البنك على التكيف مع الأزمات، أصبح الخيار الأمثل للعديد من الفلسطينيين.
ويقول محمد نبيل السعدي نازح في جنوب غزة "تعرضت منذ بداية الحرب للاستغلال من قبل العديد من تجار السيولة، وبعد أن أصبحت الأوضاع أكثر صعوبة، تواصلت مع بنك فلسطين هاتفياً لتفعيل خدمات تطبيق بنكي. بالفعل، تمت الأمور بسهولة ويسر، وقمت بتفعيل التطبيق الذي أعتمد عليه الآن في جميع مشترياتي. لقد شكل لي إنقاذاً من استغلال التجار."
وأشار المواطن محمد خميس نازح في مواصي خانيونس "لولا تطبيق بنك فلسطين لكنت ضعت. أعتمد بشكل أساسي على راتب السلطة الفلسطينية، وفي ظل ما يجري على الأرض من استغلال لحاجات الناس، لجأت إلى تنزيل تطبيق بنك فلسطين الذي كان المنقذ طوال فترة الحرب وحتى اللحظة."
هناء عياش، نازحة في جمهورية مصر العربية: لدي ابن متواجد في السويد. بعد اشتداد الأزمة علينا، بدأ بالبحث عن طريقة لتسجيلنا للسفر. لم نجد إلا تطبيق بنك فلسطين لتحويل مصاريف السفر عليه، حيث كان العمل من خلاله سهلاً جداً ووفر علينا عناء التوجه لتجار الصرافة ودفع العمولات الكبيرة."
أما الصحفي محمد جلال يقول "منذ بدء الحرب بدأت العمل مع بعض الوكالات الأجنبية بالقطعة بعد أن فقدت عملي وازدادت صعوبة الحياة بسبب عدم توفر الدخل. هنا برز دور تطبيق بنك فلسطين، حيث قمت بتفعيل حسابي القديم وكان شريان الحياة بالنسبة لي. بدأت أستقبل عليه مخصصاتي المالية نتيجة عملي، ولولا تطبيق بنك فلسطين لا أعرف ما هو مصيري الآن. أنا أدين للبنك أنني أعيش بكرامة دون الحاجة للتسول."
هذه الشهادات تبرز الدور المحوري لتطبيق بنك فلسطين في توفير حلول مالية مبتكرة وسهلة الاستخدام للمواطنين خلال الأزمات، مما ساهم في التخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومنحهم القدرة على الاستمرار بكرامة واستقلالية.
جهود البنك في تقديم الخدمات الطارئة
أعاد بنك فلسطين فتح 2 فروعه وتشغيل 4 صرافات آلية في جنوب غزة لتقديم خدمات الطوارئ وهو البنك الوحيد الذي يقوم بتشغيل الصرافات الآلية في قطاع غزة. وقد اتخذت البنوك، بما فيها بنك فلسطين، تدابير مثل تمديد صلاحية البطاقات المصرفية، رغم أن الوصول إلى النقد يعتمد في نهاية المطاف على توفر الكهرباء والإنترنت، اللذين يُفقدهما قطاع غزة كليًا أو جزئيًا.
دعم المجتمع
في ظل العدوان الإسرائيلي، دُمر عدد كبير من فروع ومكاتب بنك فلسطين في غزة، وشُرد العديد من موظفيه. رغم ذلك، عملت مجموعة بنك فلسطين بكل طاقاتها لحماية موظفيها وتقديم خدماتها، إضافة إلى دعم جهود إغاثة أبناء الشعب الفلسطيني، وحماية ودائع العملاء ومصالح المساهمين. تتضمن استراتيجية البنك مرونة عالية للتعامل مع الأزمات، مما يعزز من قدرتها على الصمود والتكيف مع الظروف المتغيرة.
الاستراتيجيات المستقبلية والتحول الرقمي
رغم الأوضاع العصيبة، يبدي بنك فلسطين نظرة تفاؤلية نحو المستقبل. يهدف البنك إلى تعزيز شراكات استراتيجية لرفع رأس المال والتوسع إقليميًا لتنويع مصادر الدخل والحفاظ على وتيرة النمو داخل فلسطين وخارجها عبر خطته الاستراتيجية للخمس سنوات القادمة. تشمل هذه الخطة التحول الرقمي وتقديم أفضل المنتجات للشركات الصغيرة والمتوسطة وكافة شرائح المجتمع من سيدات وشباب ورياديي الأعمال لتلبية احتياجاتهم المالية.
التوسع الإقليمي وتعزيز العلاقات
أعلن هاشم الشوا، رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين، أن البنك حصل على ترخيص لافتتاح مكتب تمثيلي في القاهرة، ضمن خطة توسع إقليمية تشمل أيضًا افتتاح مكتب في الأردن ومدينة أبو ظبي بالامارات العربية المتحدة. هذا التوسع يعكس التزام البنك بجلب الاستثمارات إلى فلسطين ودعم المجتمع الفلسطيني ككل من خلال برامج البنك ومنتجاته الهادفة إلى تمكين مختلف الشرائح اقتصاديًا.
وكان قد كشف بنك فلسطين وبنك أفريقيا في 7 مايو 2024 عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين فلسطين والمغرب، تشمل استثماراً متبادلاً في الأسهم وتطوير التعاون في التمويل التجاري والمراسلة البنكية. ستبدأ الشراكة بتملك بنك أفريقيا 1.2% من رأسمال بنك فلسطين، مع التركيز على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى إطلاق منصة للترويج الاقتصادي وتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.
كما جسدت الشراكة بين بنك فلسطين وبنك إفريقيا التزام المؤسستين بالتنمية المستدامة والشمول المالي ودعم ريادة الأعمال. تشمل هذه الشراكة استثمارًا متبادلًا في حصة من رأس المال وتطوير التعاون في مجالات التمويل التجاري والمراسلة البنكية، وتبادل الخبرات في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم ريادة الأعمال والابتكار.
يثبت بنك فلسطين من خلال استمراريته في تقديم الخدمات وتطوره الرقمي، أنه قادر على التكيف والصمود في وجه أصعب الأزمات. يعكس التفاني والابتكار في خدمة المجتمع الفلسطيني، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والدعم المستمر لكافة شرائح المجتمع، مما يجعله مؤسسة مصرفية نموذجية في زمن الحرب والأزمات.