أعلن المكتب الإعلامي الحكومي السبت، عن استشهاد وإصابة ما لا يقل عن 200 مواطن في هجوم إسرائيلي على خان يونس بقطاع غزة، والذي استهدف محمد الضيف، قائد «كتائب القسام»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
بدورها ذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 200 مواطن استشهدوا في غارة على مخيم للنازحين في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة. واستنكرت الوزارة في بيانها الـ"مجزرة الاحتلال البشعة بحق المواطنين والنازحين".
وأكد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت محمد الضيف، قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس». وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الضيف كان مختبئاً في مكان فوق الأرض ضمن المنطقة الإنسانية غرب خان يونس.
لم يتضح بعد ما إذا كان الضيف قد أصيب في الغارة، ووضعه الحالي غير معروف، وفقاً لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رافع سلامة، قائد كتيبة خان يونس التابع لحركة «حماس»، كان أيضاً هدفاً للضربة الإسرائيلية.
تصريحات الجيش الإسرائيلي
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في تقارير عن مقتل العشرات في غارات قرب خان يونس بغزة. وأكد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أنه يجري «تقييماً لوضع العمليات» مع القيادات الأمنية بشأن غزة.
الاستجابة المحلية
وذكرت مصادر محلية أن القصف الإسرائيلي استهدف خيام نازحين بمنطقة المواصي، مشيراً إلى أن «أكثر من 20 سيارة إسعاف وصلت إلى مستشفى الكويت في خان يونس بعد المجزرة».
وأضافت المصادرأن «الجيش الإسرائيلي قصف عناصر من الدفاع المدني خلال محاولتهم انتشال الشهداء»، موضحاً أن «هناك أشلاء لجثامين شهداء لا تتجاوز أعمارهم السنتين»، لافتاً إلى أن الفلسطينيين يحاولون نقل المصابين إلى «مجمع ناصر الطبي» بكل الوسائل الممكنة.
تدهور الوضع الصحي
وقال مسؤولون صحيون في مجمع ناصر الطبي في وقت لاحق إنه لم يعد قادراً على العمل. وذكر الأطباء أنهم مُثقلون ولا يستطيعون تقديم الرعاية الصحية للأعداد الكبيرة من المصابين بسبب شدة الهجوم العسكري الإسرائيلي والنقص الحاد في الإمدادات الطبية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن القيادي في «حماس» سامي أبو زهري، قوله إن من قُتلوا في خان يونس كانوا مدنيين، واعتبر الهجوم تصعيداً خطيراً، مشيراً إلى أن الهجوم يظهر أن إسرائيل غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأدانت فصائل المقاومة الفلسطينية المجرزة المروعة في المواصي، مؤكدةً ازدياد تمسكها بالمطالب العادلة للشعب الفلسطيني، وبالشروط التي وضعتها المقاومة للقبول باتفاقية تنهي الحرب وتفضي إلى تبادل للأسرى.
استمرار العمليات الإسرائيلية
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه يواصل عملياته في قطاع غزة، ولا سيما في مدينة غزة حيث أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» بقصف مدفعي وغارات تنفذها طائرات مسيّرة إسرائيلية.
وافاد مصدر موثوق للميادين بأنّ القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بخير، والادعاءات الإسرائيلية حول إصابته لا أساس لها من الصحة.
كما شدّدت حركة حماس على أن "ادعاءات الاحتلال، حول استهداف قيادات، إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقاً"، مشيرة إلى أنّ الهدف من ورائها التغطية على المجزرة المروعة التي ارتكبها في خان يونس.
من هو محمد الضيف؟
الضيف، قائد «كتائب القسام»، هو شخصية معروفة بمهاراته العسكرية العالية والسرية الكبيرة في تحركاته. وُلِد عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة، واستقر في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة. انضم لحركة «حماس» في نهاية عام 1987 وتولى قيادة «القسام» بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة في 2002.
الغموض حول مصيره
رأس الضيف مطلوب لإسرائيل منذ منتصف التسعينات، وقد تعرض لمحاولات اغتيال عدة. وُصف بأنه شخصية غامضة، حيث كانت صوره نادرة، وتضاربت الروايات حول حالته الصحية بعد إصابات سابقة.
تصعيد وتحذير
يعتبر استهداف الضيف في خان يونس محاولة جديدة في سلسلة طويلة من المحاولات لاستهدافه، ما يعكس استمرار التوتر والتصعيد في المنطقة، ويؤكد على الحاجة الملحة للبحث عن حلول سياسية لوقف العنف المتصاعد.