شمال غزة: الاحتلال يعدم الحياة النباتية بالكامل

مزارعين.png

لم يكتفِ الاحتلال بقتل نحو 40 ألف مواطن وجرح نحو 100 ألف آخرين منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، بل أقدم على تدمير القطاع الزراعي وإعدام الحياة النباتية في المنطقة الزراعية شرق قطاع غزة بشكل خاص.

وشوهد ذبول عشرات آلاف الأشجار بسبب العطش الشديد وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم في الشريط الزراعي شرق القطاع، ما كبد المزارعين خسائر مادية جسيمة وحرمهم من مصدر رزق مهم.

وبات القطاع الذي يرزح تحت عدوان إسرائيلي قاسٍ يرافقه حصار مشدد أمام كارثة محققة بعد تدمير معظم القطاع الزراعي وصعوبة عودته للحياة مرة أخرى في وقت قريب، كما يقول المهندس الزراعي محمود صيام والذي أكد أن القطاع الزراعي في شمال غزة على الأقل لن يعود إلى سابق عهده لسنوات طويلة بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت به نتيجة التداعيات المباشرة وغير المباشرة للعدوان.

وأوضح صيام لـ"الأيام" أن العدوان لم يكتفِ بتجريف مساحات هائلة من الأراضي، بل أقدم على تدمير آبار المياه وعدم السماح بوصول المزارعين إلى أراضيهم لريها والاعتناء بها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحفاظ على أساسات الزراعة في المنطقة.

وبيّن أن جميع أنواع الأشجار والمحاصيل الزراعية تضررت ولم تسلم من العدوان وبشكل خاص الزيتون والحمضيات واللوزيات والبلح والعنب وغيرها من البستنة الشجرية.

واضطر بعض المزارعين إلى قطف محصول الزيتون مبكراً لاستصلاح ما يمكن استصلاحه قبل ذبول الأشجار بشكل كامل، كما يفعل المزارع مازن الزين.

واستبق الزين قطف الزيتون رغم عدم نضوجه وقبل الموعد الرسمي للقطاف بأكثر من شهرين.

وقال لـ"الأيام" إنه يريد الاستفادة من أكثر من 80 شجرة بالحد الأقصى قبل فوات الأوان، موضحاً أن المحصول لم يحظ بالحد الأدنى من الري والمياه اللازمة بعد تدمير الاحتلال لشبكة المياه وجميع الآبار الموجودة شرق مدينة جباليا والتي كانت تغذي الشريط الزراعي.

فيما يتوقع المزارع إبراهيم أبو خضرة أن يقضي العدوان على جميع أنواع الأشجار حتى نهاية فصل الصيف الحالي، مقدراً الكمية التي تعرضت للذبول من المحاصيل الزراعية والبستنة الشجرية حتى الآن بأكثر من 70%.

وأوضح أن ري الأشجار بات مستحيلاً منذ اليوم الأول للعدوان، مشيراً إلى أن عشرات المزارعين استشهدوا خلال محاولتهم الوصول إلى مزارعهم وريها والاعتناء بها.
وقال إن قوات الاحتلال لا تتردد في قتل أي إنسان يدخل المنطقة الزراعية رغم بعد أجزاء منها عن الحدود ومنطقة العمليات العسكرية.

فيما أكد المزارع سامي المطوق أن قوات الاحتلال اتخذت من المنطقة الزراعية شرق القطاع مكاناً للانطلاق لتنفيذ العمليات العسكرية في عمق القطاع، كما حولته إلى حقول من الألغام والكمائن العسكرية لاصطياد المواطنين وقتلهم.

وأوضح المطوق صاحب مزرعة زيتون لـ"الأيام"، أنه لا يعرف عن مزرعته أي شيء غير أن أشجارها قد ذبلت وبحاجة إلى اقتلاعها وزراعة المزرعة من جديد في حال توقف العدوان.

وبيّن المطوق وهو من المزارعين المخضرمين أن القطاع سيضطر إلى استيراد كل المنتوجات الزراعية من الخارج بعد تدمير الاحتلال القطاع الزراعي.

واستغل عاملون وباحثون عن العمل ذبول الأشجار لقصها وبيعها أحطاب للقائمين على مشاريع التكيات والمطابخ العاملة بشكل مطّرد في منطقة شمال غزة.

كما استغل هؤلاء ارتفاع أسعار الحطب من أجل المخاطرة وجلب كميات كبيرة من الأحطاب والتي يستخدمها المواطنون كبديل إجباري عن غاز الطهي الذي تمنع قوات الاحتلال إدخاله لشمال القطاع منذ بدء العدوان.

كتب عيسى سعد الله صحيفة الايام

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة