أعلن نيته إقامة كنيس في الحرم القدسي

 بن غفير يثير الجدل بتصريحات حول بناء كنيس في المسجد الأقصى والرئاسة الفلسطينية تحذر

761759.jpeg

جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، تصريحاته المثيرة للجدل بشأن المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مدعيًا أن "السياسة الحالية" للحكومة الإسرائيلية تسمح لليهود بأداء الصلوات في المسجد الأقصى. وأضاف بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه كان يعتزم بناء كنيس داخل الحرم القدسي.

قال بن غفير في تصريحاته: "السياسة تسمح بالصلاة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وهناك قانون متساوٍ بين اليهود والمسلمين. كنت سأبني كنيساً هناك". وتُعد هذه المرة الأولى التي يصرح فيها علنًا عن نيته إقامة كنيس في الحرم القدسي، بعد أن دعا سابقًا مرارًا إلى السماح لليهود بالصلاة في المسجد.

زيادة اقتحامات المستوطنين وتأكيدات حكومية متناقضة

تزامنت تصريحات بن غفير مع تزايد اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي، حيث قام عدد منهم بأداء صلوات تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، التي تخضع لسلطة بن غفير. ورغم ذلك، نفى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى، مؤكداً أن دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي المسؤولة الوحيدة عن إدارة شؤون المسجد، وأنه يظل مسجدًا خالصًا للمسلمين.

الرئاسة الفلسطينية: الأقصى "خط أحمر"

ردًا على تصريحات بن غفير، ندّدت الرئاسة الفلسطينية بما وصفته بالدعوات "الخطيرة جدًا" التي أطلقها وزير الأمن الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن "المسجد الأقصى المبارك خط أحمر لا يمكن المساس به". وحذر أبو ردينة من أن مثل هذه التصريحات تهدد بجرّ المنطقة إلى "حرب دينية ستحرق الجميع"، مؤكدًا أن الحرم القدسي بمساحته الكاملة هو "ملك للمسلمين فقط".

كما دعا أبو ردينة المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية، إلى التحرك الفوري لوقف تجاوزات الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، وإلزامها بالالتزام بالوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم الشريف.

 تنديد إسرائيلي داخلي وقلق من تداعيات التصعيد

على الجانب الإسرائيلي، أثارت تصريحات بن غفير حفيظة مسؤولين حكوميين ومعارضين. وأعرب وزير الداخلية من حزب "شاس" الديني، موشيه أربيل، عن قلقه من أن تصريحات بن غفير "غير المسؤولة" قد تؤدي إلى "إراقة الدماء". ودعا أربيل رئيس الوزراء نتنياهو إلى التدخل فوراً لاحتواء بن غفير، محذرًا من أن تصرفاته قد تعرض تحالفات إسرائيل الاستراتيجية مع الدول الإسلامية للخطر.

من جانبه، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن مخاوفه من محاولات تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، واصفًا ذلك بأنه "عمل خطير وغير مسؤول". وأضاف غالانت أن مثل هذه التصرفات "تعرض الأمن القومي الإسرائيلي ووضعها الدولي للخطر"، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع "حزب الله" في الشمال.

المعارضة: ضعف نتنياهو أمام بن غفير يهدد الأمن القومي

وانتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، أداء نتنياهو قائلاً إن "المنطقة كلها ترى ضعف نتنياهو أمام بن غفير". وأضاف لبيد أن نتنياهو عاجز عن السيطرة على حكومته، مما يعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر. وأكد لبيد أن الحكومة الحالية "تفتقر إلى السياسة الواضحة والاستراتيجية في التعامل مع الأزمات".

 ختام

وسط تصاعد التوترات الإقليمية والمحلية، تتزايد المخاوف من تداعيات التحركات المستمرة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير داخل المسجد الأقصى. ورغم محاولات التهدئة من بعض الأطراف، يبقى الوضع في القدس متفجرًا، في ظل استمرار الاقتحامات والتصريحات التي تهدد بإشعال فتيل صراع ديني قد يمتد أثره إلى مختلف أنحاء المنطقة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - فلسطين