أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، اليوم، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل إهدار الوقت في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس. ووفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نتنياهو أصرّ على تقديم مقترح مرفوض سابقًا حول محور "نيتساريم" خلال لقاء المفاوضات في القاهرة هذا الأسبوع، رغم معارضة فريقه التفاوضي والوسطاء الدوليين.
تفاصيل المقترح المثير للجدل
يتمحور مقترح نتنياهو حول حفر قنوات عرضية على طول محور "نيتساريم" لمنع عبور المركبات بشكل مباشر من جنوب قطاع غزة إلى شماله. ويقضي المقترح بتوجيه المركبات إلى شريط عازل أمني إسرائيلي يسمى "المحيط"، حيث تخضع للتفتيش قبل السماح لها بالمرور إلى شمال القطاع.
ولكن هذا المقترح قوبل بالرفض سابقًا من قبل حركة حماس والوسطاء، بما في ذلك قطر والولايات المتحدة. كما أن تطبيقه يستغرق وقتًا طويلًا، ويهدد بتدمير البنية التحتية في المنطقة، مما يؤدي إلى ازدحام كبير في حركة الفلسطينيين، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
معارضة داخلية
ورغم معارضة فريق المفاوضات الإسرائيلي، أصرّ نتنياهو على إعادة طرح هذا المقترح في المحادثات الجارية بالقاهرة، وهو ما يتوقع أن يواجه رفضًا من الوسطاء وحركة حماس. وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي كان قد دعم هذا المقترح في السابق، لكن غير موقفه في مارس الماضي، مؤيدًا انسحاب القوات الإسرائيلية من محور "نيتساريم" بسبب وجود أسلحة مخبأة في المنطقة.
وأشارت التقارير إلى أن نتنياهو خضع لضغوط شديدة في مايو الماضي لتعديل موقف إسرائيل بشأن التفتيش والانسحاب من المحور، لكنه عاد مجددًا لطرح هذا المقترح كجزء من المفاوضات.
استمرار المفاوضات دون تحقيق تقدم
مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفيعو المستوى أكدوا للصحيفة أن عودة نتنياهو لهذا المقترح تعني استمرار المفاوضات بلا هدف لأشهر طويلة. وقالوا إن كلما تم التوصل إلى اتفاق بشأن أحد البنود، يقوم نتنياهو بإضافة عقبات جديدة، مما يعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر.
وأضاف المسؤولون أن هذا السيناريو تكرر عندما قدمت حماس ردًا إيجابيًا على مقترح إسرائيل في 27 مايو الماضي، مما أعطى انطباعًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق. إلا أن نتنياهو فرض تقديم "رسالة إيضاحات" في اجتماع لاحق بروما، مما أعاد المفاوضات إلى حالة الجمود.
غموض موقف حماس
فيما يتعلق بموقف حركة حماس، أفاد مسؤول أمني إسرائيلي بأن هناك انقسامًا في الحكومة الإسرائيلية حول نوايا قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار. بعض الوزراء يعتقدون أن السنوار يسعى لتفجير حرب إقليمية، بينما يرى آخرون أنه يفضل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار المسؤول إلى أن السنوار كان متفائلًا في نوفمبر الماضي عندما تم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، لكنه أصيب بخيبة أمل عندما استأنفت إسرائيل القتال بعد ذلك بفترة قصيرة. وأضاف: "برأيي، ما زال السنوار يرى في وقف إطلاق النار الدائم مصلحة أساسية له ولحركته في الوقت الراهن".
مستقبل المفاوضات
في ظل هذا الوضع، تتواصل المفاوضات في القاهرة بوساطة دولية، لكن عدم إحراز تقدم ملموس حتى الآن يثير شكوكًا كبيرة حول إمكانية الوصول إلى حل قريب. بينما تبقى الأوضاع الميدانية في غزة متوترة مع استمرار الغارات الإسرائيلية وردود حماس، وسط قلق دولي من احتمالية تفاقم الأزمة في حال فشل الجهود الدبلوماسية.