في سلسلة من التصريحات العاجلة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تخوض حربًا مصيرية ضد "محور الشر" الإيراني، مؤكدًا أن العدو يسعى لتدمير إسرائيل بأكملها دون استثناء. وأوضح نتنياهو أن قلبه ينفطر وهو يتحدث مع عائلات المختطفين الستة الذين قتلتهم حماس بدم بارد، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت قريبة من تحريرهم، لكن العملية لم تكلل بالنجاح. وأضاف: "حماس ستدفع ثمنًا باهظًا لهذه الجريمة".
وفي سياق حديثه عن التحديات الأمنية، أشار نتنياهو إلى أن "محور فيلادلفيا" يعتبر شريان الحياة لحماس ويجب قطعه فورًا. وأعرب عن أسفه لأن خروج إسرائيل من هذا المحور فتح الطريق أمام دخول الأسلحة وغيرها إلى حماس، مما حول غزة إلى مصدر تهديد كبير. وأكد أنه خاض ثلاث حروب قضى فيها على العديد من الأعداء، لكنه لم يحصل على دعم دولي لإعادة احتلال غزة، معترفًا بأنه لم يوافق على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون مغادرة قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو أن دخول إسرائيل إلى محور فيلادلفيا سابقًا حقق تغييرًا لصالحها في الوضع العسكري وأجبر حماس على تعديل مواقفها في المفاوضات. وحذر من خطورة أي انسحاب مستقبلي من هذا المحور، قائلاً: "يقولون لنا اخرجوا من محور فيلادلفيا لمدة 42 يومًا، وأنا أقول إذا فعلنا ذلك فلن نعود إليه ولو بعد 42 سنة".
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع حماس، أكد نتنياهو أنه حريص على إبرام اتفاق، لكنه لم يرَ أي إيجابية من حماس تجاه ذلك، مشددًا على أن موقف إسرائيل ثابت ولن يتغير بشأن محور فيلادلفيا. وأوضح أنه لن يُبدي أي مرونة في الأمور الحساسة والمحورية المتعلقة بأمن إسرائيل، مضيفًا أن أي مرونة تحت الضغط الحالي ستكون بمثابة إذعان لإرهاب حماس.
وأشار نتنياهو إلى أن العدو يعمل على إحداث فرقة في صفوف الإسرائيليين، لكنه أكد أن الشعب الإسرائيلي لن ينحني أمام هذه الضغوط، موجهًا رسالة إلى زعيم حماس يحيى السنوار قائلاً: "لا تعوّل على تفريقنا، فنحن قريبون جدًا من القضاء على حماس".
كما كشف نتنياهو أن إسرائيل وافقت على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو، لكن حماس رفضته، مضيفًا أنه بعد مقتل المختطفين الستة على يد حماس لن يقبل بأي حديث عن تقديم تنازلات. وأكد أن الوضع الأمني في الشمال غير مقبول وأن إسرائيل مصرة على تغييره، سواء عبر اتفاق أو بعمليات عسكرية.
وفي رده على التصريحات المنسوبة للرئيس بايدن اليوم، أعرب نتنياهو عن شكه في صحتها، مضيفًا أن إسرائيل قريبة من تدمير حماس بالكامل وأن عليها الاستمرار حتى حرمان الحركة من أدوات السلطة والحكم. ودعا إلى سن قانون جديد لمواجهة تسريب المعلومات لأنها لا تفيد إلا حماس، مشددًا على أنه لا أحد ملتزم بتحرير المختطفين أكثر منه شخصيًا.
وفي ختام تصريحاته، أكد نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على مدار الساعة وتبذل كل ما بوسعها لإعادة المختطفين، مشيرًا إلى أنه في نهاية الحرب ستتم التحقيقات في كل الأمور وستتم الإجابة على جميع الأسئلة، لكنه حذر من الأكاذيب المتداولة في الوقت الحالي، مؤكدًا ضرورة الانتظار حتى نهاية الحرب لضمان عدم التأثير على عمل الجيش والشاباك.