على ركام منزله المدمر في مخيم جباليا، يذرف نضال العرابيد الدموع حزناً على فقدان أكثر من عشرة من أفراد عائلته، الذين قتلوا في قصف إسرائيلي وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة.
وقال العرابيد، وهو في الأربعينات من عمره: "كل أهلي استشهدوا، أبي وأمي وإخوتي وأولادهم استشهدوا عندما قصفت الطائرات الحربية بيتنا دون أي إنذار". وأضاف بصوت مليء بالحزن: "دمروا المنازل في مربعنا السكني، واليوم استشهد 11 فرداً من جيراننا من عائلة السيد، بينهم أطفال ونساء".
في منطقة الصفطاوي، حيث تحولت المنازل إلى ركام، يحاول بعض السكان انتشال الجثث من تحت الأنقاض. في مشهد مؤلم، شوهد طفل صغير يتسلق الكتل الإسمنتية لمنزل مدمّر بحثاً عما يمكن إنقاذه.
أفادت تقارير الدفاع المدني في غزة بأن 69 شخصًا على الأقل قتلوا في جباليا جراء القصف العنيف، مع وجود العديد من الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض.
من جهتها، تروي ثريا عسلية، وهي من بيت حانون، معاناتها المستمرة مع النزوح، قائلة: "هذه المرة السابعة التي أنزح فيها منذ بدء الحرب"، وأضافت أن زوجها محاصر في مدرسة بنات جباليا مع مجموعة أخرى من المدنيين.
وفي منطقة الفالوجا، تقول رنا عبد المجيد (38 عاماً): "المنطقة كلها تحولت إلى رماد. الأطفال يبكون من الخوف بسبب القصف العشوائي دون رحمة. إنها إبادة جماعية".
مع استمرار الحصار والقصف، يواجه السكان في جباليا ونواحيها أوضاعاً مأساوية وسط نقص الغذاء والمياه والدواء، فيما تتزايد المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.