ذكرت مصادر أمريكية وإسرائيلية لموقع "أكسيوس" أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يدرس تقديم خطة "ما بعد الحرب في غزة" استناداً إلى أفكار طورتها إسرائيل. من المتوقع أن يتم طرح هذه الخطة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبحسب التقرير، يشعر مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية بالقلق من أن هذه الخطة قد تؤدي إلى تهميش رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وهو ما يبدو أن إسرائيل تسعى إليه على المدى القريب.
تفاصيل الخطة وتداعياتها
تستند الخطة إلى أفكار إسرائيلية وتناقش منذ أشهر، وقد تضمنت نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة، يكون دورها تقديم المساعدات الإنسانية وفرض النظام، إضافة إلى إرسال قوات دولية إلى القطاع. لكن الخطة تشترط أن تتلقى هذه القوة الدولية دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، بعد خضوعها لإصلاحات يقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالاستقلالية.
ويبدو أن الخطة تهدف إلى تهميش محمود عباس واستبدال رئيس الوزراء الحالي بشخصية أخرى. ومع ذلك، يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجوانب الأكثر سياسية في الخطة، خصوصاً مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة وحل الدولتين.
انقسام داخل وزارة الخارجية الأمريكية
الخطة أصبحت محور جدل واسع داخل وزارة الخارجية الأمريكية، حيث تشير التقارير إلى خلافات بين كبار الدبلوماسيين ومستشاري بلينكن حول مدى جدوى الخطة. ويعتبر جيمي روبين، أحد مستشاري بلينكن، من المؤيدين الرئيسيين للخطة الإسرائيلية، لكنه يواجه معارضة من جهات داخل الوزارة وحتى البيت الأبيض.
شكوك السلطة الفلسطينية
مسؤولون فلسطينيون أعربوا عن شكوكهم العميقة تجاه الخطة، محذرين من أن اللعب بحكومة غزة بشكل مستقل قد يهدد المشروع الوطني الفلسطيني. وأكد مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية أن أي شخصية تتولى إدارة غزة خارج إطار الإجماع الوطني لن تحظى بأي شرعية، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة قد تكون خطيرة للغاية.
الخاتمة
لا تزال خطة "ما بعد الحرب في غزة" قيد النقاش داخل الأروقة السياسية في الولايات المتحدة وإسرائيل، وتواجه تحديات كبيرة، سواء من الداخل الفلسطيني أو من المجتمع الدولي.