شهدت مناطق شمال قطاع غزة، وخاصة مشروع بيت لاهيا، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على المنطقة بالتزامن مع عمليات قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار عنيف استهدف الأهالي والنازحين. تزامن هذا التصعيد مع بدء إخلاء قسري للسكان من المناطق الأكثر اكتظاظًا.
أدى القصف المدفعي الذي استهدف النازحين عند مفترق أبو الجديان في مشروع بيت لاهيا إلى سقوط 12 شهيدًا وعدد من المصابين، في حين تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في المنطقة، مما أجبر أعدادًا كبيرة من السكان على النزوح من مناطق مثل الشيخ زايد وبيت لاهيا.
في خطوة غير مسبوقة، أطلقت طائرات "كواد كابتر" التابعة لجيش الاحتلال مناشير تحث السكان على إخلاء مناطق شمال قطاع غزة، محذرة من أن المنطقة أصبحت ساحة قتال خطيرة. تم توجيه المواطنين عبر مكبرات الصوت والمنشورات إلى التوجه جنوبًا عبر الطرق المحددة من قبل الاحتلال، ومن بينها شارع صلاح الدين.
قصف مكثف ونزوح جماعي
القصف المدفعي العنيف وإشعال حرائق واسعة في بيت لاهيا ومخيم جباليا، فيما تواصل طائرات "كواد كابتر" تحليقها في أجواء المنطقة، موجهة أوامر للمواطنين بالتوجه إلى المناطق التي حددها جيش الاحتلال، بما في ذلك محيط مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي. واشتدت نداءات الإخلاء في محيط الملاجئ والمستشفيات، حيث وُصفت هذه المواقع بأنها "مناطق خطيرة" يتوجب على المواطنين مغادرتها على الفور.
يأتي هذا التصعيد في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، حيث يحاول عشرات الآلاف من المدنيين الفرار من المناطق المستهدفة، في الوقت الذي تشهد فيه تلك المناطق قصفًا متواصلًا واشتباكات عنيفة، وسط غياب أي بوادر لحلول دبلوماسية أو تهدئة قريبة.