يعاني سكان بلدة جباليا ومخيمها شمال قطاع غزة من ظروف إنسانية مأساوية وحرجة، بعد 23 يومًا من القصف والحصار الإسرائيلي المكثف. وأصبح الوضع في البلدة ميؤوسًا منه، حيث تعرّضت جباليا للتدمير الكامل تقريبًا، مع تجفيف جميع مصادر الحياة وتدمير البنية التحتية، ما حولها إلى منطقة بلا خدمات أساسية ولا مآوي آمنة.
انعدام الخدمات الطبية وغياب فرص النجاة
في ظل الحصار، توقفت جميع المستشفيات وفرق الإنقاذ عن العمل، ما يعني أن المصابين والمرضى غير قادرين على الوصول إلى أي نوع من الرعاية الطبية. ونتيجة لهذا الوضع، تراكمت جثث الشهداء في الشوارع، مع تعذر وصول فرق الإسعاف إليها، بينما تكتظ بعض المنازل بأعداد كبيرة من النازحين الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية، مع تعرضهم لأمراض خطيرة بسبب انعدام الرعاية الطبية وسوء التغذية.
مشاهد من القصف والانتهاكات
واجه المواطنون الذين يحاولون الحصول على ضروريات الحياة مخاطر يومية، إذ استُهدفت تجمعات المياه بالطائرات المسيرة، في استهداف مباشر للتجمعات السكانية. وأفادت التقارير بأن عددًا من الشبان الذين حاولوا توفير الغذاء والماء لعائلاتهم، استشهدوا خلال المحاولة، مثل الشاب محمد سعيد نصر الذي لقي حتفه أثناء محاولته جلب الطعام لأسرته. كذلك أصيب آخرون بإصابات بليغة في حوادث مماثلة وسط استهداف قوات الاحتلال لأي تجمعات بشرية، ما يحوّل مساعي النجاة إلى مخاطرة مميتة.
أمراض متفشية ومعاناة إنسانية
مع تواصل العدوان وتدهور الأوضاع الصحية، انتشرت الأمراض الجلدية والتنفسيّة، كما يعاني الأطفال وكبار السن من التهابات حادة بسبب انعدام الرعاية الطبية والأدوية اللازمة، إضافة إلى سوء التغذية. وتفاقمت المعاناة مع انتشار أمراض كالإنفلونزا وخروج الصديد من جروح المصابين لعدم توفر الأدوية.
تدمير شامل للبنية التحتية والسكن
دمّرت قوات الاحتلال أحياءً كاملة، أبرزها حي النزلة، ومنطقة الفالوجة، وشارع السكة، وكذلك أبراج الصفطاوي ومنطقة الهوابر غرب جباليا، ما أسفر عن تشريد آلاف العائلات وتدمير المدارس التي كانت تؤوي النازحين. ووسط هذا الدمار، يعيش من بقي من السكان في جيوب سكنية محدودة، ما يجعل الحياة مستحيلة ويضاعف من حجم المأساة اليومية.
نداء إنساني عاجل
يدعو سكان جباليا المحاصرة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ آلاف الأرواح المهددة بالموت جوعاً وعطشاً، ووضع حد للمعاناة الإنسانية غير المسبوقة، وسط ظروف وصفت بأنها الأشد قسوة على سكان شمال القطاع منذ عقود.