حققت السينما الفلسطينية حضورًا مميزًا في الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، الذي اختُتم مؤخرًا في المدينة الساحلية المصرية، حيث فاز الفيلم الفلسطيني "شكراً لأنك تحلم معنا"، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة ليلى عباس، بجائزة أفضل فيلم عربي طويل، مشاركةً مع الفيلم التونسي "ماء العين" للمخرجة مريم جعبر.
ليلى عباس تهدي الجائزة للنساء الفلسطينيات
وأهدت عباس جائزتها للنساء الفلسطينيات، مشيرة إلى أن فيلمها مبني على قصة فلسطينية كتبتها وصورتها قبل اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مؤكدة أنها لم تتوقع عرض فيلمها، الذي وصفته بالخفة والبساطة، وسط الأجواء الصعبة الراهنة. وأوضحت أن الفيلم يركز على الحياة اليومية للفلسطينيين، بكل ما تحمل من تعقيدات اجتماعية وثقافية، مشيرةً إلى سعيها لإبراز تفاصيل حياتهم تحت الاحتلال الذي لا يكتفي بفرض سيطرته على الأرض، بل يسعى أيضًا لاحتكار الرواية.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة شقيقتين، مريم ونورا، اللتين تخططان للاستحواذ على إرث كبير تركه والدهما قبل علم شقيقهما بوفاة الأب، وذلك بسبب قوانين الميراث التي تمنحه نصف التركة، وهو ما تعتبره الشقيقتان ظلمًا. ويشارك في بطولته كل من كامل الباشا، وياسمين المصري، وكلارا خوري، وأشرف برهوم.
تكريم الأفلام الفلسطينية القصيرة
إضافة إلى ذلك، فاز الفيلم الروائي القصير "ما بعد" للمخرجة مها الحاج بنجمة الجونة الذهبية، فيما حصل فيلم "برتقالة من يافا" للمخرج محمد المغني على النجمة الفضية في نفس الفئة. ويعد "ما بعد"، الذي بدأته الحاج في صيف 2023، فيلمًا خياليًا بلمسات واقعية، ويروي قصة الزوجين سليمان ولبنى، اللذين يواجهان تعقيدات حياتية في ظل الظروف السياسية المتوترة.
أما فيلم "برتقالة من يافا" فقد تميز بالتحديات التي واجهها المخرج محمد المغني أثناء تصويره بفعل التضييقات الاحتلالية، ما يعكس الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في أرضهم. ويأمل المغني في إقامة مهرجان سينمائي دولي في غزة، على الرغم من التحديات الجسيمة التي يفرضها الاحتلال.
إشادة بالسينما الفلسطينية ورغبة في السلام
أكدت هذه الأفلام على إصرار الفلسطينيين ليس فقط على الحياة، بل وعلى التمسك بثقافتهم وتاريخهم، مقدمين للعالم لمحة عن عمق حضارتهم وحقهم في أرضهم. وتجسد هذه النجاحات رغبة صانعي الأفلام الفلسطينيين في نقل واقع شعبهم وتوثيق معاناتهم وآمالهم عبر السينما.
يذكر أن فيلم "أثر الأشباح"، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا للمخرج جوناثان مييه، حصد جائزة أفضل فيلم روائي طويل في المهرجان، حيث تناول قصة لاجئ سوري في أوروبا يعيش ذكريات التعذيب، وينضم لجماعة سرية تسعى لملاحقة قادة النظام الذين فروا خارج البلاد.