كارثة إنسانية تهدد حياة الحوامل في شمال غزة: عدوان الاحتلال يُخرج المستشفيات عن الخدمة ويضاعف معاناة النساء

كارثة إنسانية تهدد حياة الحوامل في شمال غزة

مع دخول العدوان الإسرائيلي شهره الثاني على شمال قطاع غزة، يواجه السكان في جباليا وبيت لاهيا مأساة صحية متفاقمة، تتجلى في تعطيل شبه كامل للمرافق الطبية وتزايد المخاطر على النساء الحوامل في ظل انقطاع الرعاية الصحية اللازمة. وأدى هذا الوضع إلى تدهور كبير في صحة العديد من النساء اللواتي يواجهن مخاطر صحية دون أي وسيلة للمتابعة الطبية أو الرعاية الأساسية.

معاناة الحوامل في ظل الحصار

تعيش الشابة ياسمين المصري، النازحة في مشروع بيت لاهيا، قلقًا شديدًا على صحة جنينها في ظل غياب المتابعة الصحية التي كانت تتلقاها بانتظام قبل بدء العدوان. وتقول ياسمين: "أعاني من تعب وآلام كثيرة وشعور دائم بالخطر على حياتي وحياة الجنين، ولا أعرف أين أذهب لتلقي الاستشارة الطبية". وقد اضطرت إلى التوقف عن زيارات المتابعة بسبب انعدام الأمان في مناطق النزوح، حيث يتم استهداف أي حركة بالنيران والقذائف الإسرائيلية.

أما أماني فدعوس من بلدة بيت لاهيا، فتواجه تحديات مماثلة. حاولت فدعوس النزوح إلى مدينة غزة لضمان أمانها وأمان جنينها، ولكن الطرق كانت مغلقة. وقالت إن زوجها رفض المرور عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية حفاظًا على سلامتها، خاصة أنها تواجه مخاطر صحية ولا تستطيع تحمل المشي لمسافات طويلة.

نقص الغذاء والمياه يزيد من المخاطر

تتعرض الحوامل في شمال القطاع لحالة من التجويع والعطش المستمر، حيث يشير الحصار المفروض إلى غياب شبه كامل للأطعمة المغذية والمياه النظيفة، ما يضاعف من معاناة النساء الحوامل. وتعتمد ياسمين المصري على معلبات وبقوليات تحتوي على مواد حافظة، بينما تصف فدعوس تجربتها بأنها "مختلفة وقاسية" بسبب نقص الغذاء والمياه، وتقول إنها تكتفي بتناول الخبز فقط لعدة أيام متتالية.
أزمة صحية تهدد حياة النساء الحوامل

حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان مؤخرًا من تدهور خدمات الصحة الإنجابية شمال غزة، بعد تضرر المستشفيات الرئيسة التي كانت تقدم خدمات الولادة الطارئة، بما في ذلك مستشفى كمال عدوان. وأوضح أن هناك نحو 4 آلاف سيدة حامل في المنطقة تزداد معاناتهن مع توقف الرعاية الصحية، وتزايدت التقارير عن وفيات بين النساء أثناء الولادة أو بعدها بوقت قصير.

انهيار النظام الصحي واستهداف المستشفيات

كانت مستشفيات "العودة" و"كمال عدوان" في شمال غزة قبل العدوان تقدم خدمات شاملة للنساء الحوامل، لكن القصف المتكرر من قوات الاحتلال جعلها غير قادرة على تقديم أي رعاية طبية. وبجانب استهداف المستشفيات، تعمل قوات الاحتلال على عرقلة عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، ما يعرقل وصول الحالات الطارئة إلى المشافي ويجعل الوضع أكثر تعقيدًا وخطورة.
دمار وجرائم مستمرة

منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن أكثر من 145 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمار واسع في المباني والبنية التحتية، ما عمّق من معاناة الشعب الفلسطيني وجعل الوصول إلى رعاية صحية آمنة تحديًا مستحيلًا.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة