يستمر الجيش الإسرائيلي في إصدار أوامر الإخلاء لسكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مهددًا بقصف جوي ومدفعي مكثف لمن يرفضون المغادرة. الطائرات المسيّرة من طراز "كواد كابتر" بثت نداءات تطالب بالإخلاء الفوري، محذرة من استهداف المنازل حال بقاء سكانها.
شهدت بيت لاهيا ليلة مروعة، حيث استخدمت قوات الاحتلال القنابل الارتجاجية والطائرات الحربية لتدمير البنية التحتية. طال القصف المدفعي والمروحي مناطق متفرقة مثل التوام والسودانية غرب البلدة، ما حول المباني إلى ركام، وألحق تصدعات كبيرة بالأخرى، مما جعلها غير صالحة للسكن.
وثّقت قناة "الجزيرة" مجازر دامية راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، فيما لا تزال جثث الضحايا ممددة في الشوارع وأحياء بأكملها محاصرة تحت الأنقاض. يعجز السكان عن إنقاذ ذويهم بسبب استهداف الاحتلال لأي محاولة إنقاذ ونقص طواقم الدفاع المدني.
سكان بيت لاهيا وجهوا نداءات استغاثة للعالم، حيث قال أحدهم: "يا عالم، أطفالنا يموتون تحت الأنقاض، نرجو الرحمة!". وذكر آخرون سماع أصوات ناجين دون القدرة على إنقاذهم نتيجة القصف المستمر.
القناة الإسرائيلية الـ14 كشفت أن التصعيد جاء بعد مقتل جنديين إسرائيليين على يد مقاوم فلسطيني خرج من نفق تحت الأرض وهاجمهم عن قرب. ورد الجيش الإسرائيلي بشن أكثر من 10 غارات عنيفة على المنطقة، مستخدمًا أطنانًا من المتفجرات لتدميرها.
مع دخول العدوان شهره الثاني، يواجه سكان بيت لاهيا كارثة إنسانية غير مسبوقة تشمل الإخلاء القسري، القصف المدمر، والتجويع، وسط غياب أي تحركات دولية لإنهاء هذه المأساة.