أوصت قيادات بارزة في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بالسعي نحو وقف مؤقت للقتال في قطاع غزة، لاستثمار الظروف السياسية والأمنية الحالية في تحقيق انفراج في مفاوضات استعادة المختطفين الإسرائيليين لدى حركة "حماس".
ووفقاً لتقييمات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن تغيرات إقليمية ودولية عديدة، منها وقف إطلاق النار في لبنان، انتقال الثقل العسكري إلى غزة، واستبدال الإدارة الأميركية، تساهم في خلق فرصة غير مسبوقة لتجديد المفاوضات مع "حماس". وأشارت مصادر أمنية إلى أن مصر تلعب دوراً محورياً في هذه الجهود، وسط تقارير عن ضغوط مصرية للتوصل إلى صفقة تبادل رهائن واتفاق هدنة.
عوامل مؤثرة وتغيرات إقليمية
تشير التقارير إلى أن انتهاء الحرب في لبنان وتحرك الثقل العسكري الإسرائيلي نحو غزة قلّص من قدرة "حماس" على الاستفادة من الدعم الإقليمي، خاصة مع انقطاع التعاون مع "حزب الله". كما أن الضغط الداخلي المتزايد في غزة بسبب الأوضاع الإنسانية القاسية، إلى جانب التغيرات السياسية في إسرائيل وأميركا، شكّلت دافعاً لقيادات إسرائيلية كانت متشككة سابقاً للتفكير بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي: "سكان غزة يعانون من ظروف إنسانية شديدة القسوة، والبنية التحتية العسكرية لحماس باتت شبه منهارة، مما يضغط عليها للمحافظة على دورها الإداري أمام سكان القطاع".
عقبات أمام الصفقة
على الرغم من الفرص الحالية، تشير المؤسسة الأمنية إلى أن "حماس" لن تتنازل بسهولة عن ملف المختطفين، باعتباره ورقة التفاوض الأخيرة التي تملكها. كما أن هناك مخاوف إسرائيلية من إعادة إدخال عناصر إرهابية إلى القطاع في حال شمل الاتفاق إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
في الوقت ذاته، لا تزال هناك نقاط خلافية، مثل استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في بعض المناطق داخل غزة. وقالت مصادر إن إسرائيل قد تواجه صعوبات في التوصل إلى تسوية بشأن إزالة الجيش من مناطق استراتيجية، مثل محور "فيلادلفيا" أو ممر "نيتزر".
تصريحات هرتسوغ ودعوات للتفاوض
في هذا السياق، التقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عائلة أحد المختطفين الإسرائيليين، عيدان ألكسندر، مؤكداً وجود مفاوضات خلف الكواليس. وأضاف: "هذه فرصة لتحقيق تغيير كبير وإبرام صفقة رهائن".
توقيت حاسم للمفاوضات
على خلفية هذه التطورات، يستعد الجيش الإسرائيلي لتصعيد عملياته في مناطق خان يونس، التي يتركز فيها غالبية سكان القطاع، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. كما أبدت المؤسسة الأمنية استعدادها للاستفادة من دعم أميركي محتمل مع الإدارة الأميركية الجديدة.
تُعد الظروف الحالية، بما فيها الضغط الميداني والسياسي، فرصة مواتية لتحقيق اتفاق يعيد الرهائن ويخفف من التوتر في غزة، في ظل تأكيدات إسرائيلية بضرورة استغلال هذه المرحلة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.