أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن غزة أصبحت أخطر مكان في العالم لتقديم المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن عام 2024 شهد أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني الذين لقوا حتفهم. وأوضح أن الوضع الميداني يجعل إيصال المساعدات الإنسانية شبه مستحيل رغم الاحتياجات الهائلة.
قيود الاحتلال تعرقل وصول المساعدات
في بيان أصدره بعد زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط كمنسق إغاثة طارئة للأمم المتحدة، أشار فليتشر إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في غزة، حيث رفضت أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال القطاع منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح أن الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال غزة منذ أكثر من شهرين "أثار شبح المجاعة"، بينما يعاني جنوب القطاع من اكتظاظ شديد يؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية وزيادة الاحتياجات الإنسانية، خاصة مع حلول فصل الشتاء.
دمار واسع ونداءات لحماية المدنيين
وأشار فليتشر إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية تستهدف المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك الأماكن التي طُلب من السكان الانتقال إليها، مما أدى إلى دمار كبير ونزوح آلاف المدنيين. وأكد أن المدارس، المستشفيات، والبنية التحتية المدنية في غزة تحولت إلى أنقاض، مع استمرار العنف دون وجود أي ملاذ آمن للمدنيين.
كما أشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية يشهد تدهورًا مستمرًا، مع تسجيل أعلى عدد قتلى حتى الآن، وتفاقم العنف من المستوطنين وهدم المنازل، مما زاد من حالات النزوح والاحتياجات الإنسانية.
دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته
دعا فليتشر المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة للدفاع عن القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في فلسطين. كما شدد على أهمية دعم عمل وكالة الأونروا، كسر الحصار، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأشاد بجهود العاملين الإنسانيين الذين يعملون في ظروف خطيرة لإنقاذ أرواح المدنيين، مؤكدًا أن الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني سيواصلان السعي لتقديم المساعدات رغم التحديات الكبيرة.