كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تحليل لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة، أن الجيش الإسرائيلي قام بهدم أحياء كاملة، وإنشاء ممر عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي في شمال قطاع غزة، مع تطهير مساحات واسعة وإقامة تحصينات عسكرية.
وأظهر التحليل أن نصف مخيم جباليا للاجئين تم هدمه أو تطهيره بين منتصف أكتوبر/تشرين الأول ومنتصف ديسمبر/كانون الأول، حيث تم ربط طريق قائم في الغرب بمسار مركبات موسع في الشرق، ما أسفر عن إنشاء محور عسكري جديد يُرجح أنه يهدف إلى فصل شمال القطاع عن مدينة غزة.
بحسب مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، دمر الجيش الإسرائيلي ثلث المباني في شمال غزة بحلول ديسمبر، بما في ذلك أكثر من 5 آلاف مبنى في جباليا، و3 آلاف مبنى في بيت لاهيا، وأكثر من ألفي مبنى في بيت حانون. وتشير البيانات إلى أن 60% من الدمار في جباليا حدث بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول، مع استمرار عمليات الهدم والتهجير لاحقًا.
وفي 15 ديسمبر، أظهرت صور الأقمار الصناعية دمارًا واسعًا في جباليا وبيت لاهيا، حيث تحولت مناطق تضم الأسواق والمساجد والمنازل إلى أكوام من الخرسانة والغبار. وفي وقت سابق من الشهر ذاته، أجبر الجيش الإسرائيلي 5500 شخص كانوا يحتمون في مدارس بيت لاهيا على النزوح جنوبًا إلى مدينة غزة، وفقًا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
جباليا.. دمار غير مسبوق
في تقرير منفصل، أفادت صحيفة "هآرتس" أن 70% من مباني مخيم جباليا دُمرت بالكامل، بينما تعرضت المباني المتبقية لأضرار جسيمة. ووصف التقرير ما حدث في جباليا بأنه غير مسبوق حتى بالمقارنة مع العمليات الإسرائيلية السابقة، مثل عملية "السور الواقي" في مخيم جنين عام 2002، أو ما حدث في القرى الحدودية بجنوب لبنان.
تأتي هذه التطورات وسط استمرار الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للسكان المدنيين.