استُشهد ثلاثة أطفال رضع في قطاع غزة صباح اليوم الخميس نتيجة البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة، في كارثة إنسانية متفاقمة تشهدها المنطقة. وفقًا لمصادر طبية، تراوحت أعمار الأطفال بين 4 و21 يومًا، وقد أرجعت التقارير السبب إلى انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات، مما أدى إلى ضعف عام في صحة الرضع وسرعة تأثرهم بالبرد القارس.
أزمة إنسانية شاملة
تشهد غزة، لليوم الـ447 على التوالي، عدوانًا مستمرًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يتمثل في مئات الغارات والقصف المدفعي المتواصل الذي استهدف المدنيين وأدى إلى نزوح أكثر من 90% من سكان القطاع. في ظل هذا العدوان، تعيش غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني الأطفال بشكل خاص من انعدام أساسيات الحياة، بما في ذلك الماء النظيف والرعاية الصحية والغذاء.
الأطفال في مواجهة الموت البطيء
نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي أدى إلى تفاقم الأمراض بين الأطفال النازحين وأسرهم. وفقًا للتقارير الطبية، ارتفعت حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة بشكل حاد، في وقت تعاني فيه المستشفيات القليلة المتبقية من عجز تام عن التعامل مع تفشي الأمراض أو توفير الرعاية الكافية للمصابين.
وتقول منظمة اليونيسف أنها مع شركائها على إيصال الإمدادات الحيوية إلى قطاع غزة، بما في ذلك المساعدات الطبية، اللقاحات، الملابس الشتوية، والبطانيات. كما قامت المنظمة بإنشاء 70 مرفق صرف صحي في خان يونس ورفح لتحسين الظروف الصحية في الملاجئ المكتظة. ومع ذلك، تشير المنظمة إلى أن هذه الجهود لا تزال غير كافية بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة واستمرار القتال.
اليونيسف تدعو بشكل عاجل إلى وقف دائم لإطلاق النار لأغراض إنسانية، مشددة على الحاجة إلى وصول آمن يمكن التنبؤ به للوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفًا، بما في ذلك مئات الآلاف من المهجّرين الذين يواجهون خطر الموت بسبب البرد والأمراض.
يستمر الحصار الإسرائيلي في تعميق الأزمة، مع قيود مشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية. آلاف الشهداء والجرحى لا يزالون تحت الأنقاض بسبب صعوبة الوصول إليهم وسط استمرار القصف، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في القطاع.
وتؤكد اليونيسف أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة يعيشون ظروفًا غير مسبوقة، حيث يواجهون الأمراض، سوء التغذية، وغياب الخدمات الأساسية. الأطفال الذين فقدوا منازلهم يعيشون في خيام لا تقيهم من برد الشتاء القارس، حيث تحاول المنظمة تقديم المساعدة عبر توزيع الملابس الشتوية، الأحذية، والبطانيات.
تختتم اليونيسف مناشدتها بضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية في غزة تتطلب استجابة عاجلة وشاملة لضمان حياة وكرامة الأطفال المتضررين من هذا النزاع المدمر.