رغم التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال والظروف القاسية، شهد عام 2024 سلسلة من الإنجازات الأدبية البارزة التي عززت حضور الأدب الفلسطيني على الساحة العالمية. من زنازين الاحتلال إلى منصات التكريم الدولي، أظهر الأدباء الفلسطينيون قدرة استثنائية على التعبير عن معاناة شعبهم ونقلها للعالم.

في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، فازت رواية "قناع بلون السماء" للأسير الفلسطيني باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها السابعة عشرة. خندقجي، المحكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات، أبدع في تصوير واقع الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال. تسلّم الجائزة نيابة عنه شقيقه يوسف خندقجي وناشرته رنا إدريس. وأكد رئيس لجنة التحكيم نبيل سليمان أن الرواية حازت إجماع الأعضاء، بينما وصفها الإعلامي المغربي ياسين عدنان بأنها دليل على قدرة الأدب على تحدي الحدود والقيود.

في السياق ذاته، حصل الشاعر والطبيب الفلسطيني-الأميركي فادي جودة على جائزة جاكسون للشعر التي تُمنح للشعراء المتميزين في الولايات المتحدة. كما فازت الروائية الفلسطينية البريطانية إيزابيلا حماد بجائزة "أسبن ووردز" الأدبية عن روايتها "دخول الشبح"، التي سلطت الضوء على قضايا الهجرة والهوية، مكرّسةً مكانتها بعد نجاح روايتها السابقة "الباريسي".

على صعيد آخر، أعلن عن فوز الأديب المقدسي محمود شقير بجائزة فلسطين العالمية للآداب عن مجمل أعماله، التي تعكس بصدق التراث الفلسطيني. كما حصل الروائي علاء حليحل على جائزة كتارا للرواية العربية عن روايته "سبع رسائل إلى أم كلثوم"، التي استعرضت حياة الفلسطينيين الصامدين في الداخل المحتل وتفاعلهم مع انتفاضة 1987.

في مجال المسرح، برزت الكاتبة رؤى عصام رزمق بفوزها بجائزة فاطمة المعدول عن مسرحيتها "مملكة الإيموجي"، التي أنتجها مسرح الحرية في مخيم جنين. أما الشاعرة الفلسطينية الأميركية لينا خلف تفاحة، فحصدت جائزة الكتاب الوطني الأميركية عن ديوانها "شيء عن الحياة"، حيث دعت في كلمتها إلى استخدام قوة الكلمة لإنهاء معاناة الفلسطينيين.

كما شهد عام 2024 وصول رواية "حكاية الجدار: تأملات في معنى الأمل والحرية" للأسير ناصر أبو سرور إلى القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الوطني الأميركية في فئة الأدب المترجم. وتوجت الكاتبة أماندا نجيب بجائزة الكتاب الفلسطيني عن كتابها للأطفال "لانا تصنع بيتزا بنفسجية"، محققة إنجازًا غير مسبوق في أدب الأطفال.

اختتم العام بفوز ديوان "سماء غزة تلال جنين" للشاعر عبد الله عيسى بالمركز الأول في جائزة فلسطين العالمية للآداب، في حين نافس الفلسطينيون في عدة فئات ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب، مما يرسخ مكانة الأدب الفلسطيني عالميًا.

تؤكد هذه الإنجازات أن الكلمة الفلسطينية لا تزال قوية ومؤثرة، تحمل في طياتها قصص الصمود والمعاناة، وتنقلها إلى العالم بلغة تتجاوز الحدود والأسلاك الشائكة، لتصل إلى منصات التتويج.

صحيفة الايام