بلدية الاحتلال تحيي خطة بناء مدرسة دينية في الشيخ جراح: خطوة لتعزيز الاستيطان في الحي الفلسطيني

حي الشيخ جراح في القدس المحتلة

تعتزم بلدية الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع المقبل، إعادة مناقشة خطة مثيرة للجدل لبناء مدرسة دينية يهودية ضخمة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، على أرض فلسطينية تبلغ مساحتها خمسة دونمات تمت مصادرتها تحت ذريعة "الاحتياجات العامة".

وذكرت جمعية "عير عميم" الإسرائيلية، في بيان أصدرته، أن لجنة التخطيط المحلية ستعقد جلسة داخلية في السابع من يناير لمناقشة خطة بناء مدرسة "أور سوماياش" الدينية، التي تشمل إنشاء مبنى مكون من 11 طابقًا، منها ثمانية طوابق فوق الأرض وثلاثة تحتها. وأوضحت الجمعية أن المشروع يتضمن إقامة سكن لمئات الطلاب اليهود المتشددين وأعضاء هيئة التدريس، مما يهدد بتغيير طابع الحي الفلسطيني بشكل جذري.

إحياء مشروع مجمّد منذ سنوات

وفقًا للجمعية، تعود خطة المدرسة إلى سنوات مضت، لكنها ظلت مجمدة لمدة أربع سنوات قبل أن تُحاول السلطات الإسرائيلية الآن إعادة تفعيلها. وأضافت الجمعية أن المشروع يحمل "آثارًا بعيدة المدى على الحي"، معتبرةً أن إنشاء المدرسة سيؤدي إلى زيادة عدد المستوطنين في الشيخ جراح، مما يعمق من معاناة السكان الفلسطينيين ويزيد من التوترات في المنطقة.

مصادرة أراضٍ فلسطينية لصالح المشروع

تستهدف الخطة مساحة تبلغ حوالي خمسة دونمات تمت مصادرتها من الفلسطينيين تحت ذريعة "الاحتياجات العامة". تقع الأرض المصادرة على المدخل الجنوبي الغربي للحي، مقابل مسجد الشيخ جراح، وبالقرب من تجمعات استيطانية تُهدد فيها عشرات العائلات الفلسطينية بالإخلاء. كما تقع بجوار نصب تذكاري عسكري إسرائيلي خضع مؤخرًا لتوسعة كجزء من مشروع "المسار الشمالي"، وهو مسار سياحي استيطاني يمتد بين باب العامود والشيخ جراح.

أبعاد المشروع ودلالاته

يترافق مشروع المدرسة مع مبادرات استيطانية أخرى تستهدف الشيخ جراح والأحياء الفلسطينية المحيطة بالبلدة القديمة في القدس. ووفقًا لجمعية "عير عميم"، فإن مشروع "المسار الشمالي" يُستخدم كغطاء لزيادة النشاط الاستيطاني داخل الأحياء الفلسطينية، حيث تقوده منظمة "ريشيت القدس"، التي يديرها ناشط استيطاني بارز يُعرف بتورطه في الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية.

تمويل دولي يثير تساؤلات

أشارت الجمعية إلى أن مؤسسة "أور سوماياش"، التي تدير المدرسة المقترحة، تلقت تبرعات دولية تزيد عن 12 مليون شيكل في عام 2023 من جهات مانحة في دول مثل أستراليا وكندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. يأتي هذا التمويل لدعم مشروع يساهم في تعزيز التواجد الاستيطاني في الحي الفلسطيني، في خطوة تهدف إلى تحويل الشيخ جراح إلى مساحة إسرائيلية بحتة.

ردود فعل وتحذيرات

حذرت الجمعية من أن إنشاء المدرسة الدينية سيُفاقم من الضغوط على سكان الشيخ جراح الفلسطينيين، الذين يواجهون بالفعل تهديدات بالإخلاء من منازلهم. كما دعت إلى النظر في المشروع كجزء من سياسة إسرائيلية أشمل تهدف إلى تكريس السيطرة الاستيطانية على القدس الشرقية وتغيير طابعها التاريخي والديمغرافي.
 

تأتي هذه المحاولات في سياق تصعيد مستمر في الشيخ جراح، حيث تُعد المنطقة بؤرة توتر رئيسية بين الفلسطينيين والمستوطنين. وتشير التحركات الأخيرة إلى نية الاحتلال الإسرائيلي المضي قدمًا في مشاريعه الاستيطانية على حساب السكان الفلسطينيين، مما يهدد بمزيد من التوترات ويُعمّق من معاناة الأهالي في القدس الشرقية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة