صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، من انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، حيث أصدرت أوامر بهدم منازل ومنشآت في عناتا والعيسوية بالقدس المحتلة، وشنت سلسلة اقتحامات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، فيما كثّف المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين في مسافر يطا جنوب الخليل.
إخطارات بالهدم في القدس
أخطرت سلطات الاحتلال بهدم 13 منزلاً و5 بركسات في بلدة عناتا شمال القدس، وأمهلت أصحابها 12 يومًا لإخلائها. وأفادت مصادر محلية بأن المنازل المهددة بالهدم تعود لعائلة الفهيدات، التي تقطن المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي، أي قبل إقامة المعسكر الإسرائيلي المجاور بسنوات عديدة.
وفي بلدة العيسوية شمال شرقي القدس، وزعت بلدية الاحتلال برفقة الشرطة إخطارات هدم على عدد من المنازل والمنشآت، بزعم البناء دون ترخيص، إضافة إلى استدعاءات لأصحابها للمثول أمام السلطات الإسرائيلية.
اقتحامات واعتداءات عسكرية في الضفة الغربية
في الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة إذنا غرب المدينة، وداهمت عدة منازل، بينها منازل المواطنين محمد صوايفة وإسماعيل الخطيب، وعبثت بمحتوياتها. وتخضع البلدة لحصار عسكري مشدد منذ 121 يومًا، حيث أغلق الاحتلال مدخلها الرئيسي وأحكم إغلاق الطرق الفرعية بالسواتر الترابية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون شرق قلقيلية، حيث داهمت عدة منازل وفتشتها في حي البساتين، قبل انسحابها دون الإبلاغ عن اعتقالات. وامتدت الاقتحامات إلى قريتي حجة وباقة الحطب شرق قلقيلية، حيث انتشرت القوات في أحياء القريتين دون تسجيل اعتقالات.
اعتداءات المستوطنين في مسافر يطا
في مسافر يطا جنوب الخليل، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم على الأراضي الفلسطينية، حيث قام مستوطنون من مستوطنة "أفيجال" بتجريف أراضٍ تعود لعائلة المواطن محمد أبو عرام في منطقة "أم الشقحان"، وزرعوا أشجارًا في محاولة للاستيلاء على الأرض. وأفاد الناشط أسامة مخامرة بأن هذه الاعتداءات تأتي ضمن مخططات المستوطنين للسيطرة على الأراضي الفلسطينية في المنطقة.
اقتحام جديد للمسجد الأقصى
في القدس، اقتحم أكثر من مئة مستوطن المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال. ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في باحات المسجد وأدوا طقوسًا تلمودية، بينما منعت قوات الاحتلال المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد.
تزامن الاقتحام مع خامس أيام عيد "الحانوكاه" اليهودي، حيث دعت جماعات متطرفة إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال هذا العيد الذي يستمر حتى نهاية الأسبوع. كما شددت قوات الاحتلال إجراءاتها في البلدة القديمة وعند بوابات الأقصى، مما زاد من معاناة السكان والمصلين الفلسطينيين.
تصعيد مستمر
تأتي هذه الانتهاكات في إطار سياسة التصعيد الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، ما يفاقم من معاناة الأهالي ويهدد بتصعيد التوترات في المنطقة، وسط تنديد محلي ودولي باستمرار هذه الممارسات العدوانية.