شهد قطاع غزة ليلة من التصعيد العنيف، حيث كثّف الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية والبرية والبحرية على مناطق مختلفة من القطاع، مستهدفًا منازل المدنيين والأحياء السكنية بشكل عشوائي. الغارات المستمرة منذ مساء أمس وحتى الساعات الأولى من الصباح خلفت عشرات الشهداء والمصابين، وسط تصاعد الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
في مخيم النصيرات، استشهد ستة أشخاص وأصيب آخرون جراء قصف استهدف شقة سكنية لعائلة مشمش في عمارة بيدس، بينما أدى قصف آخر على منزل لعائلة الشيخ في منطقة السوارحة جنوب غرب النصيرات إلى استشهاد سبعة أفراد من العائلة. في مخيم المغازي، استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة أبو لبدة، مما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم طفلان، فيما شهدت دير البلح استشهاد أربعة أشخاص في قصف طال منزل عائلة سلمان وخيمة مجاورة. في الزوايدة، استهدف قصف عنيف منزل عائلة الديراوي، مما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص، بينهم الصحفي عمر الديراوي، الذي ارتقى أثناء محاولته توثيق الجرائم.
التصعيد لم يقتصر على الغارات الجوية، حيث أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائفها على مناطق غرب النصيرات، بينما استهدفت آليات الاحتلال منازل المدنيين بقنابل حارقة في حي الصفطاوي شمال غرب القطاع. شرق مخيم البريج ومدينة دير البلح تعرضا لقصف مدفعي مكثف، بينما شهدت جباليا البلد شمال القطاع إطلاق نار متواصل من الآليات العسكرية، ما أثار الذعر بين السكان وأدى إلى وقوع إصابات.
في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، تكدست جثامين الشهداء خارج ثلاجة الموتى، نظرًا للعدد الكبير من الضحايا الناتج عن القصف المتواصل. فرق الإنقاذ تجد صعوبة في انتشال الجثامين من تحت الأنقاض في ظل نقص المعدات والإمكانات الطبية، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.
المجزرة الأكبر وقعت في مخيم المغازي، حيث استهدف الاحتلال منزل المواطن أبو عبد الله أبو لبدة، مما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص وإصابة آخرين بجروح خطيرة. المنطقة شهدت حالة من الهلع وسط استمرار القصف ونداءات استغاثة من الأهالي الذين يعيشون ظروفًا مأساوية.
مع استمرار العدوان، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل غير مسبوق. نقص المواد الغذائية والطبية، وغياب المأوى، والانقطاع المستمر للكهرباء والمياه يضيف أعباءً هائلة على السكان المحاصرين. في الوقت ذاته، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لوقف التصعيد وفتح ممرات إنسانية عاجلة، لكن الاحتلال يواصل غاراته دون أي بوادر للتهدئة.
غزة التي تعيش واحدة من أصعب لياليها، تواجه كارثة إنسانية تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح ووقف الجرائم المستمرة بحق المدنيين، بينما يبقى سكان القطاع تحت وطأة القصف والدمار في انتظار بصيص أمل يعيد لهم حقهم في الحياة.