في أعقاب إخفاقات الجيش الإسرائيلي خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قرر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء شلومي بيندر، توسيع دائرة الرقابة الاستخباراتية "إفكا مستبرة" بشكل كبير. تهدف الخطوة إلى تعزيز قدرات الاستخبارات وتحسين الرقابة على الأقسام الأخرى، بما في ذلك قسم الأبحاث ووحدة 8200، بهدف تجنب المفاهيم الخاطئة وتحسين الأداء المستقبلي.
من الآن فصاعدًا، لن تقتصر مهام دائرة "إفكا مستبرة" على طرح الأسئلة حول نوايا العدو، بل ستتوسع لتشمل مراجعة شاملة لقدراته. ستشمل المهام الجديدة تحدي نماذج التحذير الاستخباراتي، خصوصًا في القيادة الجنوبية، وفحص المعلومات الميدانية المتعلقة بالمنظمات الإرهابية.
اختار الجيش الإسرائيلي اللواء (احتياط) موشيه شنيد لقيادة الوحدة. شنايد، الذي يتمتع بخبرة طويلة في مجال الاستخبارات، كان قد شغل سابقًا مناصب بارزة، بما في ذلك ضابط مخابرات القيادة الشمالية ورئيس قسم الأبحاث. الموافقة على تعيينه، وفقًا لموقع "واينت" و"يديعوت أحرونوت"، لا تزال بانتظار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي يؤجل البت فيها حتى انتهاء التحقيقات في إخفاقات أكتوبر.
جاءت هذه الخطوة استجابة لتوصيات لجنة أغرانت التي دعت إلى إنشاء نظام رقابي داخل شعبة الاستخبارات بعد إخفاقات حرب يوم الغفران. يُنظر إلى توسيع دائرة الرقابة على أنه محاولة جادة لتجنب المفاجآت الاستخباراتية مستقبلاً.
لا تقتصر التغييرات على الجانب العملياتي فقط، بل لها أبعاد سياسية. فقد وافقت اللجنة الوزارية للشؤون التشريعية مؤخرًا على مشروع قانون لإنشاء إدارة استخباراتية جديدة تتبع مباشرة لرئيس الوزراء. الهدف من الإدارة الجديدة هو "صياغة مفهوم استخباراتي بديل" يتيح تحدي المفاهيم التقليدية في مؤسسات الجيش والشاباك والموساد.
بينما يسعى الجيش الإسرائيلي لتحديث نظامه الاستخباراتي، يبقى تنفيذ هذه الخطط مرهونًا بالتغلب على العقبات السياسية والإدارية. من المتوقع أن تكون المهمة الأولى لدائرة "إفكا مستبرة" الموسعة هي تقييم مدى فعالية الخطة الجديدة ومدى قدرتها على تحقيق الأهداف المعلنة، في وقت تواجه فيه المؤسسة العسكرية ضغوطًا متزايدة لإثبات كفاءتها في التعامل مع التهديدات المستقبلية.
يرى المراقبون أن تعيين شنايد وتوسيع مهام الدائرة يمثل خطوة نحو استعادة الثقة في شعبة الاستخبارات، التي تعرضت لانتقادات حادة بعد الإخفاقات الأخيرة. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول مدى تأثير هذه الإصلاحات على أداء المنظومة الاستخباراتية في ظل التحديات المتصاعدة.