مفاوضات مكثفة بين إسرائيل وحماس لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار

ناشطون يجلسون في صمت خارج المقر الخاص بنتنياهو للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المائة المتبقين في غزة السبت.jpeg

تستمر الوساطة الدولية في محاولة لرأب الصدع بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف حرب الابادة الدائر في غزة ويشمل تبادل الأسرى. وكثف الوسطاء، وعلى رأسهم قطر ومصر، جهودهم خلال الأيام الماضية، حيث عقدوا سلسلة اجتماعات ماراثونية تجاوزت ست ساعات يوم الجمعة، مع استمرار المناقشات يوم السبت.

تتركز التحديات الأساسية حول قائمتين متنازعتين: الأولى تتعلق بأسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح مختطفين إسرائيليين، والثانية ضمان أن الصفقة تشمل مراحل متتابعة تؤدي إلى وقف كامل لإطلاق النار. ورغم التقدم في بعض القضايا، لا تزال الفجوة بين الطرفين قائمة، إذ تطالب «حماس» بإطلاق سراح جرحى ومقاتلين، فيما تصر إسرائيل على تسليم قائمة كاملة بأسماء الأسرى الأحياء وتوسيع نطاق من تشملهم الصفقة.

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استئناف القتال بعد تنفيذ الصفقة أثارت قلقاً لدى حماس، التي تشدد على ضرورة ضمان إنهاء الحرب ضمن مراحل الصفقة. ورغم تعقيدات المفاوضات، أبدى مسؤولون من الطرفين تفاؤلاً مشوباً بالحذر بشأن إمكانية التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة.

تفويض إسرائيلي وضغوط دولية

أعطى نتنياهو وفد التفاوض الإسرائيلي تفويضاً شاملاً لاستكمال المحادثات في الدوحة، حيث يشارك ممثلون عن «الموساد» و«الشاباك» والجيش الإسرائيلي. في المقابل، أكد مسؤول في «حماس» أن الحركة مستعدة للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت، مشيراً إلى أن المفاوضات تركز على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

ضغط شعبي وإعلامي

في الوقت الذي تتجدد فيه المفاوضات، خرجت مظاهرات في إسرائيل تطالب بالإسراع في إبرام صفقة تبادل الأسرى، بينما بثت «كتائب القسام» شريط فيديو للمجندة الإسرائيلية الأسيرة ليري ألباج، التي ناشدت حكومتها إنقاذ حياتها، متهمة إياها بالتقاعس عن حمايتهم.

مرحلة حاسمة

تعمل الأطراف المعنية على تحقيق اختراق في المفاوضات قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 يناير. وتشمل المرحلة الأولى من الصفقة وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 7 و9 أسابيع، مع إمكانية تنفيذ مراحل لاحقة، شريطة التوصل إلى توافق نهائي حول الملفات العالقة.

مع استمرار الجهود الدولية والإقليمية، يبقى مصير الصفقة رهناً بقدرة الطرفين على تجاوز العقبات العالقة وضمان تنفيذ اتفاق شامل ينهي المعاناة المتصاعدة في غزة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة