أدانت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بشدة جريمة الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في استهداف نقطة توزيع مساعدات إنسانية تابعة لمركز العمل التنموي "معًا" في شارع البركة بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. الهجوم الذي وقع ظهر اليوم الأحد أسفر عن إصابة ثلاثة من موظفي المركز بجروح خطيرة، بالإضافة إلى وقوع إصابات بين عدد من المواطنين الذين تصادف وجودهم في المكان.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن مركز العمل التنموي "معًا"، وقع الهجوم حوالي الساعة الثانية ظهرًا، أثناء تواجد عدد من موظفي مشروع المساعدات الغذائية العينية في مستودع المشروع، الذي يُدار بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي. وأكد المركز أن المستودع تعرض لقصف مباشر بصاروخ أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية، مما تسبب في إصابة ثلاثة من موظفيه بإصابات بالغة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى. وقد خضع جميع المصابين لعمليات جراحية طارئة نظرًا لخطورة حالتهم.

يُذكر أن المستودع المذكور يُستخدم منذ نحو عام لتوزيع المساعدات الغذائية على النازحين في دير البلح، وقد تم تزويد برنامج الأغذية العالمي مسبقًا بمعلومات دقيقة حول موقعه وإحداثياته.

استهداف ممنهج للعمل الإنساني

أعربت شبكة المنظمات الأهلية عن قلقها البالغ تجاه الاستهداف المتكرر من قبل قوات الاحتلال للعاملين في المجال الإنساني أثناء قيامهم بواجباتهم الإغاثية. واعتبرت الشبكة أن هذا الهجوم يمثل جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى تعطيل العمل الإنساني والإمعان في معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق.

وأكدت الشبكة أن استهداف عمال الإغاثة يندرج ضمن ما وصفته بـ"حرب التجويع"، التي تُعد أحد مكونات الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرًا.

مطالب بالتحرك الدولي

طالبت الشبكة المجتمع الدولي والجهات الحقوقية والإنسانية بالتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال لوقف اعتداءاتها المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى المؤسسات الإنسانية العاملة في القطاع. كما دعت إلى توفير الحماية الفورية لعمال الإغاثة والمنظمات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات إلى غزة دون قيود.

خاتمة

يجدد هذا الهجوم التأكيد على الحاجة الملحة إلى تحرك دولي حازم لوضع حد لانتهاكات الاحتلال المتكررة، التي تمثل تحديًا صارخًا للمعايير الدولية والإنسانية. في الوقت الذي يعاني فيه سكان غزة من أزمة إنسانية متفاقمة، فإن حماية عمال الإغاثة وضمان استمرارية العمل الإنساني تمثل أولوية لا تقبل التأجيل.