القدس – 7 يناير 2025 - أفادت مصادر مطلعة على المفاوضات بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ترى أنه إذا واصل الجيش اللبناني تعزيز وجوده في جنوب لبنان، فلن يكون هناك مبرر لبقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة أو تمديد المرحلة الحالية من وقف إطلاق النار التي تمتد 60 يومًا.
زيارة هوكستين إلى لبنان
اختتم المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكستين، زيارة استغرقت يومين إلى لبنان التقى خلالها مسؤولين بارزين، بمن فيهم رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يمثل حزب الله في محادثات وقف إطلاق النار. وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة لاحظت تسارع انتشار الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية، خصوصًا جنوب نهر الليطاني.
انسحاب إسرائيلي تدريجي
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ أمس انسحابًا من القطاع الغربي بسبب انتشار الجيش اللبناني في تلك المنطقة. وأكدت أن الجهود تتركز الآن على تهيئة الظروف المناسبة للمرحلة المقبلة من الانسحاب.
وجاء في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر 2024، أن المرحلة الأولى، التي تستمر 60 يومًا، تتطلب انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، على أن يؤدي ذلك إلى انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من المنطقة في نهاية الفترة.
موقف إسرائيلي متعارض
على الرغم من ذلك، أبدت مصادر إسرائيلية موقفًا مغايرًا، حيث صرح مسؤولون يوم الأحد بأنه إذا لم يتم استيفاء الشروط الحالية، فإن إسرائيل قد تمدد وجودها في جنوب لبنان لمدة تتراوح بين 30 و60 يومًا إضافية.
وحذر وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قائلاً: "إذا لم يتم تنفيذ هذه الشروط، فلن يكون هناك اتفاق، وستضطر إسرائيل إلى العمل بمفردها لضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان."
ضغط أمريكي على إسرائيل
كما أشارت المصادر إلى أن إدارة بايدن أرسلت رسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين تؤكد أهمية التزام إسرائيل بتعهداتها، محذرة من أن إخفاقها قد يؤثر سلبًا على مفاوضات أخرى، بما في ذلك جهود التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
بعد انتهاء ولاية بايدن في 20 يناير، ستتولى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الإشراف على تنفيذ هذه الاتفاقيات، مما يضيف بُعدًا سياسيًا جديدًا إلى تطورات المنطقة.
يمثل الانتشار المتزايد للجيش اللبناني في الجنوب نقطة تحول في الصراع الدائر، مع استمرار التباين بين المواقف الإسرائيلية والأمريكية بشأن مستقبل الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان.