اقتربت مسألة انتخاب قائد الجيش اللبناني، العماد جوزف عون، رئيسًا للجمهورية، من الحسم، في ظل تزايد الدعم النيابي لترشيحه وانسحاب الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق لصالحه. هذه التطورات قد تضع حدًا للشغور الرئاسي الذي استمر 26 شهرًا، مع جلسة برلمانية مرتقبة تهدف إلى انتخاب رئيس جديد.

دعم نيابي واسع لجوزف عون

مع تزايد المؤشرات الإيجابية، بات العماد عون يحظى بدعم نيابي يضمن له أكثر من 74 صوتًا في البرلمان، مما يجعله الأوفر حظًا لتولي المنصب. إلا أن العقبة الدستورية المتعلقة بانتخاب موظفين حكوميين كبار قبل مرور سنتين على استقالتهم ما زالت قائمة، ما يفرض الحاجة إلى تعديل دستوري. ويتطلب هذا التعديل تأمين 86 صوتًا، وهو ما يعتمد على تصويت كتلتي "حزب الله" و"حركة أمل" وحلفائهما أو دعم "التيار الوطني الحر".

مواقف بارزة قبل جلسة الانتخاب

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبّر عن تفاؤله بالوصول إلى توافق، قائلًا: "للمرة الأولى منذ الفراغ الرئاسي، أشعر بالسعادة؛ لأننا على أعتاب انتخاب رئيس جديد".

من جهتها، أكدت كتلة "التنمية والتحرير" التزامها بالتنسيق مع "حزب الله" بشأن القرار الرئاسي، مشددة على ضرورة التوافق الوطني. كما أعلن "تكتل الاعتدال الوطني" دعمه للعماد عون، معتبرًا أن التوافق حوله يعكس دعمًا محليًا ودوليًا، ويأتي في إطار الحلول الوطنية المنشودة.

انسحاب فرنجية لصالح عون

في خطوة لافتة، أعلن سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي، مشددًا على دعمه للعماد جوزف عون، الذي وصفه بأنه يمتلك المؤهلات اللازمة لتولي منصب الرئاسة. وأشار فرنجية إلى أن قراره يأتي "انسجامًا مع المصلحة الوطنية"، متمنيًا التوفيق للمجلس النيابي في اختيار رئيس يعيد الاستقرار للبنان.

مواقف داعمة من مختلف الأطياف

تكتلات نيابية أخرى، مثل "الكتائب اللبنانية" و"التوافق الوطني"، انضمت إلى دعم ترشيح العماد عون، مؤكدة أنه يمثل الخيار الأنسب للمرحلة المقبلة. كذلك، أعرب نواب مستقلون ومعارضون عن تأييدهم لعون، مشيرين إلى ضرورة وجود رئيس جامع يتمتع بثقة محلية ودولية.

مسار الحسم في البرلمان

جلسة البرلمان اليوم تحمل الأمل في إنهاء الفراغ الرئاسي، وسط مشاورات مكثفة محليًا ودوليًا. ويترقب اللبنانيون ما ستؤول إليه هذه الجلسة، التي قد تحمل خبرًا طال انتظاره بوصول العماد جوزف عون إلى قصر بعبدا، حاملاً معه آمال الاستقرار والنهضة في ظل تحديات كبيرة تواجه البلاد.