صندوق الأمم المتحدة للسكان: تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية

UNFPA.png

تشهد فلسطين أزمة إنسانية متفاقمة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، حيث يواصل قطاع غزة والضفة الغربية مواجهة أوضاع كارثية وغير مسبوقة. في قطاع غزة، أسفرت الحرب عن استشهاد 45,805 أشخاص وإصابة أكثر من 109,000 آخرين، بينما نزح نحو 1.9 مليون شخص، ما يعادل 90% من سكان القطاع. ويواجه السكان أزمة إنسانية شاملة نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية.

البنية التحتية الصحية في غزة شبه منهارة، حيث تعمل 17 مستشفى فقط من أصل 36 بشكل جزئي، بينما تضررت المستشفيات الأخرى أو دُمرت بالكامل. مستشفى كمال عدوان تعرض لأضرار جسيمة خلال ديسمبر، ومستشفى العودة، الذي يعد آخر مستشفى عامل في شمال غزة، يكافح لتقديم الخدمات الطبية وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. هذا الوضع الحرج أدى إلى تفاقم معاناة السكان، خاصة النساء الحوامل، حيث يعاني 8,000 امرأة حامل من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتشير التقارير إلى ارتفاع معدلات الولادات المبكرة والوزن المنخفض للمواليد بسبب سوء التغذية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من نصف النساء الحوامل بفقر الدم.

في الضفة الغربية، الوضع الإنساني لا يقل سوءًا، حيث تتصاعد الهجمات الاستيطانية وعمليات الهدم القسري للمنازل. خلال عام 2024، تم تسجيل 1,760 عملية هدم، ما أدى إلى نزوح 4,250 شخصًا. وشهدت القدس الشرقية رقمًا قياسيًا في عمليات الإخلاء القسري في ديسمبر، مع تهجير 78 شخصًا في يوم واحد فقط، في أعلى نسبة منذ بدء النزاع. كما ارتفعت وتيرة الهجمات الاستيطانية لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال العقدين الأخيرين، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

ورغم التحديات الهائلة، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان جهوده لتقديم المساعدات الإنسانية. خلال ديسمبر، استفاد أكثر من 16,500 شخص من خدمات الصحة الإنجابية والجنسية، والتي شملت توفير الرعاية قبل وبعد الولادة وتوزيع 1,000 مجموعة ولادة على الأمهات الجدد. كما استفاد 51,000 شخص من خدمات الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، مع دعم خاص للنساء والفتيات في المناطق المتضررة. إضافة إلى ذلك، تلقى 1,705 شاب وشابة الدعم النفسي والاجتماعي من خلال برامج تفاعلية وتطبيقات إلكترونية.

رغم هذه الجهود، تعيق القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية عمل المنظمات الدولية. في ديسمبر، لم يُسمح سوى بـ 30% من المساعدات المخطط لها بالدخول إلى غزة، في حين توقفت 46 شاحنة محملة بالمستلزمات الطبية والإنسانية على الحدود لعدة أشهر.

يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لسد الفجوة التمويلية البالغة 5.2 مليون دولار اللازمة لعام 2025، والضغط على إسرائيل للسماح بوصول المساعدات وفتح الممرات الإنسانية. كما يحث الدول المانحة على تعزيز الجهود الدولية لحماية النساء والأطفال في المناطق المتضررة وتخفيف معاناتهم المتزايدة.

الوضع الإنساني في فلسطين يتطلب استجابة عاجلة وشاملة من المجتمع الدولي، ليس فقط لتخفيف المعاناة الحالية، ولكن أيضًا لتحقيق استقرار دائم للسكان المتضررين وضمان حماية حقوقهم الأساسية.

احصائيات صندق الامم المتحدة للسكان حصيلة شاملة للضحايا والإصابات

  • إجمالي الوفيات: 46,640 شخصًا

    • غزة: 45,805 شخصًا
    • الضفة الغربية: 835 شخصًا
  • إجمالي الإصابات: 115,564 شخصًا

    • غزة: 109,064 شخصًا
    • الضفة الغربية: 6,500 شخصًا

النزوح الداخلي

  • إجمالي النازحين داخليًا: نحو 1.9 مليون شخص
    • غزة: 1.9 مليون (90% من السكان)
    • الضفة الغربية: 6,810 أشخاص

النساء والأطفال الأكثر تضررًا

  • النساء في سن الإنجاب: 1.36 مليون+

    • غزة: 545,000+
    • الضفة الغربية: 820,000+
  • النساء الحوامل المقدرة: 123,000

    • غزة: 50,000
    • الضفة الغربية: 73,000
  • الولادات المتوقعة الشهر المقبل: 12,000+

    • غزة: 4,000
    • الضفة الغربية: 8,000
  • انعدام الأمن الغذائي بين النساء الحوامل في غزة:

    • 8,000 في المرحلة الخامسة من تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC).
    • 40,000 في المرحلة الرابعة من التصنيف نفسه.

تدهور القطاع الصحي

  • المستشفيات العاملة جزئيًا في غزة: 17 من أصل 36.
  • المراكز الصحية الأولية العاملة جزئيًا: 51 من أصل 137.

حالات بارزة:

  • تعرض مستشفى كمال عدوان لأضرار جسيمة.
  • توقف المستشفى الإندونيسي عن العمل بعد قصف عنيف.
  • مستشفى العودة في جباليا على وشك الانهيار، وهو آخر مستشفى في شمال غزة.

الأمن الغذائي وسوء التغذية

  • نسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في غزة: 90%.
  • الظروف الشبيهة بالمجاعة: 345,000 شخص في المرحلة الخامسة من تصنيف IPC.
  • سوء تغذية النساء الحوامل: أكثر من نصف النساء يعانين من فقر الدم، و10% من الولادات مبكرة أو بأوزان منخفضة.

تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

  • أبرز المخاطر:
    • ارتفاع حالات العنف ضد النساء والفتيات بسبب الاكتظاظ في الملاجئ ونقص الخصوصية.
    • نقص مرافق النظافة ومنتجات الحيض.
    • زيادة الهجمات على المدارس والملاجئ، مما يعرض النساء لخطر العنف والاستغلال.

الشباب والمراهقون: خسائر متعددة

  • عدد الشباب (18-29 عامًا): 1.2 مليون

    • غزة: 470,000
    • الضفة الغربية: 730,000
  • طلاب غير قادرين على التعليم: أكثر من 625,000 بسبب تدمير المدارس والنزوح.

  • حالات نفسية: معظم الشباب يعانون من مشاعر اليأس وانعدام الأمن.

الوضع في الضفة الغربية

  • العنف والنزوح:

    • تشريد 4,250 شخصًا خلال عام 2024.
    • هدم 1,760 مبنى.
    • تسجيل 1,400 هجوم من قبل المستوطنين، وهي أعلى حصيلة منذ 20 عامًا.
  • الوصول إلى الخدمات: قيود الحركة وحظر التجول تمنع آلاف السكان من الوصول إلى سبل العيش والخدمات الأساسية.

الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان

في غزة:

  1. خدمات الصحة الجنسية والإنجابية:

    • توفير خدمات لأكثر من 16,500 شخص.
    • دعم 12 مستشفى، بما في ذلك 6 وحدات صحية متنقلة للأمومة.
    • تسليم 1,000 مجموعة ما بعد الولادة للأمهات الجدد.
  2. العنف القائم على النوع الاجتماعي:

    • الوصول إلى 51,000 شخص عبر مساحات آمنة، مساعدات نقدية، ومجموعات الكرامة.
  3. الشباب والمراهقون:

    • دعم 8,750 شابًا من خلال التعليم والصحة النفسية والترفيه.

في الضفة الغربية:

  1. خدمات الصحة الإنجابية:

    • توزيع 91 مجموعة صحية تدعم 12,000 حالة.
    • تشغيل 6 فرق صحية متنقلة.
  2. النساء والفتيات:

    • تقديم خدمات لـ8,000 امرأة وفتاة عبر مساحات آمنة.
    • دعم 172 امرأة بمساعدات نقدية لتقليل الضعف.
  3. الشباب:

    • الوصول إلى 1,843 شابًا عبر جلسات دعم نفسي وتوعوي.

تمويل العمليات الإنسانية

  • التمويل المطلوب لعام 2024: 90.2 مليون دولار.

    • تمويل مستلم: 85 مليون دولار.
    • فجوة تمويل: 5.2 مليون دولار.
  • التمويل المطلوب لعام 2025: 99.2 مليون دولار لمعالجة الاحتياجات المتزايدة.

خلاصة التقرير

تُظهر الأرقام حجم الكارثة الإنسانية في فلسطين، حيث تعاني غزة من دمار شامل ونزوح شبه كامل، بينما تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في العنف والنزوح. ومع استمرار الحصار ونقص التمويل، يزداد الوضع سوءًا، مما يتطلب جهودًا دولية عاجلة لدعم السكان المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة