النازحون في غزة: تطلعات للعودة إلى الديار ومستقبل أفضل بعد اتفاق وقف إطلاق النار

مخيمات النازحين في رفح

بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تزداد آمال النازحين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي اضطروا إلى مغادرتها بسبب الحرب. تعبر قصص النازحين عن المعاناة المستمرة والأمل في بداية جديدة، رغم الألم الذي خلفته الشهور الماضية.

"أريد رؤية والدي"

الطفل سامي أبو طاحون، 10 سنوات، نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى النصيرات وسط القطاع قبل 15 شهرًا، ولم يرَ والده منذ ذلك الحين. يقول سامي "أريد أن أعود فقط لأرى والدي. منذ أن نزحنا وأنا أشعر أنني فقدت شيئًا أساسيًا في حياتي. عندما تطلب مني أمي الذهاب للصلاة، أرفض وأقول لها إنني أريد الصلاة مع والدي."

مع اقتراب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يحدو سامي الأمل بأن تنتهي الحرب يوم الأحد، كما ورد في الاتفاق الذي يتضمن إطلاق سراح 33 رهينة فلسطينيًا مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.

ترحيب دولي بالاتفاق

رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالإعلان عن الاتفاق، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بتعهداتها. وقال في بيان رسمي:

"أولويتنا الآن هي تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن هذا الصراع. الأمم المتحدة على استعداد لدعم تنفيذ الاتفاق وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة للفلسطينيين الذين تحملوا ظروفًا لا تُحتمل."

"حياة أفضل"

أيمن أبو رضوان، نازح آخر من مدينة غزة إلى وسط القطاع، يصف الحياة في الخيام بأنها مأساوية، ويطالب بحلول دائمة. يقول أيمن "عشنا 15 شهرًا من الذل. حر الصيف وبرد الشتاء قتل أطفالنا. لا نريد سوى حياة أفضل. نريد أن تعود الحياة كما كانت قبل أكتوبر 2023. تعبنا من الموت والدمار."

نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، مهند هادي، أكد أهمية الاتفاق كخطوة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستواصل تقديم الدعم اللازم لتوسيع نطاق الإغاثة في غزة.

"كل همي هو أن أرى مكان بيتي"

أم محمد حنون، نازحة فلسطينية من حي الكرامة شمال غزة، تلقت أنباء عن تدمير منزلها بالكامل باستخدام روبوتات مخصصة لإزالة البنايات. تقول أم محمد: "خطيتي الآن هي العودة إلى أرض منزلي، حتى لو كانت مجرد ركام. سأقيم خيمة هناك وأعيش فيها. كل همي هو أن أرى مكان بيتي. أتمنى أن تتم إعادة الإعمار وأن يعود القطاع كما كان."

معاناة نفسية طويلة الأمد

محمد القوقا، نازح من مخيم الشاطئ إلى النصيرات، يتحدث عن التأثير النفسي العميق الذي خلفته الحرب على النازحين. يقول "المعاناة الكبرى ليست فقط في المنازل المدمرة، بل في الوضع النفسي الذي يعاني منه الأطفال والنساء. ما شهدناه خلال الحرب كان مروعًا وغير مسبوق."

تطلعات مستقبلية في ظل التحديات

رغم التحديات الكبيرة، يشكل اتفاق وقف إطلاق النار بصيص أمل للنازحين في غزة. يشمل الاتفاق بنودًا تتعلق بعودة النازحين، فتح المعابر، وتسهيل المساعدات الإنسانية. لكن يبقى السؤال: هل ستتحقق هذه الوعود على أرض الواقع؟

تظل قصص النازحين كشهادة حية على معاناة طويلة، وأمل صعب المنال في حياة أفضل ومستقبل أكثر استقرارًا.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة