منذ اندلاع حالة الحرب في 7 أكتوبر 2023، عمدت إسرائيل إلى سن قوانين وإجراءات صارمة استهدفت الأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً أسرى نخبة كتائب القسام. من بين هذه التدابير، أعيد فتح قسم ركيفت في سجن نيتسان، والذي يُعرف بظروفه القاسية. هذا القسم، الذي يقع تحت الأرض، يفتقر إلى أي ضوء طبيعي، ويضم زنازين ضيقة تم تصميمها لعزل الأسرى بشكل كامل عن العالم الخارجي.
القوانين الجديدة وتشديد الإجراءات في سجن نيتسان
مع سن قوانين الطوارئ مثل قانون المقاتلين غير الشرعيين وتعديلات "السيوف الحديدية"، صارت الظروف المعيشية للأسرى أكثر قسوة. يتم منع الأسرى في قسم ركيفت من الالتقاء بمحامين لفترات تصل إلى 180 يوماً، مع إبقائهم في زنازين ضيقة ومظلمة، حيث يتم إجبارهم على الركوع لساعات طويلة. صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، أثناء جولته في السجن: "هؤلاء لا يستحقون أن يروا نور الشمس".
مصير نخبة كتائب القسام في قسم ركيفت
تم نقل حوالي 70 من أسرى نخبة كتائب القسام إلى هذا القسم بعد اتهامهم بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر، بينما تصر إسرائيل على عدم شمولهم في أي صفقة لتبادل الأسرى. يتم تصنيف هؤلاء الأسرى ضمن فئة "المقاتلين غير الشرعيين"، وهي فئة قانونية ابتكرتها إسرائيل لتبرير احتجاز الأسرى الفلسطينيين دون منحهم حقوق أسرى الحرب كما تنص اتفاقية جنيف الثالثة.
ظروف الاعتقال القاسية في قسم ركيفت
وفقاً لتقارير حقوقية، يعيش الأسرى في قسم ركيفت تحت ظروف اعتقال تصفها منظمات حقوق الإنسان بأنها لا إنسانية. تشمل هذه الظروف:
تقييد الأيدي والأرجل بالسلاسل حتى داخل الزنازين.
إبقاء الأسرى في زنازين ضيقة تحت الأرض بلا نوافذ.
تقليص كمية الطعام والمياه بشكل كبير.
منع الأسرى من الاستحمام لفترات طويلة.
استخدام التعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك الضرب المبرح والحرمان من النوم.
انتهاكات حقوق الإنسان ورفض الالتماسات
رغم تقديم مؤسسات حقوقية التماسات لتحسين ظروف الأسرى الفلسطينيين، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية معظم هذه الالتماسات، مبررة ذلك باعتبارات أمنية. في ظل غياب الرقابة الدولية ومنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى في قسم ركيفت، يبقى مصير هؤلاء المعتقلين مجهولاً.
استمرار الخطر على أسرى غزة ونخبة القسام
تزامناً مع ارتفاع أعداد المعتقلين من غزة، الذين تجاوزوا 2000 أسير منذ بدء الحرب، تتزايد المخاوف من تعرض المعتقلين للاختفاء القسري. يُمنع هؤلاء الأسرى من مقابلة محامين، ويتم احتجازهم في أماكن غير معلنة، مثل معتقل سديه تيمان العسكري، حيث وردت تقارير عن وفاة عدد من المعتقلين بسبب التعذيب وسوء المعاملة.
الخلاصة: انتهاكات حقوق الأسرى الفلسطينيين
تشير الظروف القاسية التي يواجهها أسرى نخبة كتائب القسام في سجن نيتسان قسم ركيفت إلى سياسة ممنهجة لاستهداف المعتقلين الفلسطينيين، بما ينتهك القوانين الدولية وحقوق الإنسان. تبقى الحاجة ملحة لتدخل دولي فاعل للضغط على إسرائيل من أجل السماح بزيارات المنظمات الحقوقية وتوفير الحماية لهؤلاء الأسرى، الذين يواجهون خطر التعذيب والاختفاء القسري.