في اجتماع اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، تحدث رامي الشرافي، عضو المجلس الإداري لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، بكلمات مؤثرة عن الظروف القاسية التي يعيشها الصحفيون الفلسطينيون، لا سيما في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
افتتح الشرافي حديثه بشكر رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب منير ساطوري وأعضاء اللجنة على منحهم الفرصة لنقل صوت الصحفيين الفلسطينيين. وأوضح أن الصحافة في المناطق التي تشهد صراعات مسلحة، مثل غزة، ليست مجرد نقل للأخبار، بل وسيلة أساسية لتعزيز الحق في المعرفة وحقوق الإنسان.
وقال: "إننا نعيش حربًا ليست فقط على الأرض، بل ضد الحقيقة نفسها. الصحفيون الفلسطينيون يُستهدفون بشكل ممنهج بالاعتقال، العنف، وحتى القتل أثناء قيامهم بواجبهم المهني."
كشف الشرافي عن أرقام صادمة، حيث أشار إلى مقتل 205 صحفيين فلسطينيين خلال خمسة عشر شهرًا، إضافة إلى تدمير مؤسسات إعلامية بالكامل، بما في ذلك المؤسسة التي عمل بها سابقًا، حيث أصبحت مثلها مثل منزله في جباليا الذي تحوَّل إلى ركام، ما دفعه إلى النزوح إلى جنوب غزة، فيما عائلته عالقة في مصر.
"لا توجد حماية للمدنيين في غزة، بما في ذلك الصحفيون. الصحفيون الذين يحاولون نقل الحقيقة يُستهدفون مباشرة، في خرق واضح لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الإنساني الدولي."
انتقد الشرافي دور منصات التواصل الاجتماعي في قمع المحتوى الفلسطيني، مشيرًا إلى توثيق 5100 حالة حجب خلال عام واحد. وأوضح أن هذه الإجراءات الرقمية تكمّل حلقات القمع الميداني من القصف والاستهداف الممنهج، حيث تمنع الفلسطينيين من رواية معاناتهم ونقل ما يجري إلى العالم.
وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت أكثر من 4000 صحفي دولي من دخول قطاع غزة منذ بداية الحرب، في محاولة لإخفاء الجرائم الممنهجة التي تُرتكب. وأشار إلى الاستهداف المباشر للوكالات الأجنبية، بما في ذلك وكالة الأنباء الفرنسية AFP، مؤكدًا أن الصحفيين الفلسطينيين تحملوا عبء الحقيقة وسط هذه الأجواء القاتلة.
مطالب نقابة الصحفيين الفلسطينيين
اختتم الشرافي حديثه بمجموعة من المطالب الموجهة للبرلمان الأوروبي، أبرزها:
إجراء تحقيق دولي: دعم تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم قتل الصحفيين الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
إعادة بناء قطاع الإعلام الفلسطيني: تقديم الدعم لإعادة بناء المؤسسات الصحفية والبنية التحتية المدمرة.
السماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة: الضغط على إسرائيل لتمكين الإعلام الدولي من تغطية الجرائم الميدانية.
تأمين العلاج للصحفيين المصابين: المطالبة بالسماح للصحفيين المصابين بالسفر لتلقي العلاج والتأهيل.
واختتم كلمته بقوله: "نحن في غزة لسنا مجرد أرقام. نحن بشر نحلم بالحياة ونستحق أن نعيش بكرامة. الصحافة ليست جريمة، ونقل الحقيقة ليس عملاً إرهابيًا. دعمكم اليوم هو دعم للعدالة والإنسانية. لا تديروا ظهوركم لغزة وللصحفيين الذين يدفعون حياتهم ثمنًا للحقيقة."