حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة، من أن حظر عملها في غزة قد يؤدي إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مع دخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيّز التنفيذ يوم الخميس. وشددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على أنه لا يوجد أي كيان آخر قادر على تعويض دور الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
الأونروا تحذر من تداعيات كارثية للحظر الإسرائيلي
خلال مؤتمر صحفي في جنيف، حذرت جولييت توما، مديرة التواصل والإعلام في الأونروا، من أن وقف عمل الأونروا في غزة سيؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة، مؤكدةً أن استمرار الحظر قد يضع وقف إطلاق النار الهش للغاية في خطر. وأضافت أن الوكالة تواصل عملياتها رغم القيود الإسرائيلية، لكن الموظفين الفلسطينيين يواجهون صعوبات كبيرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك اعتداءات ورشق بالحجارة والتوقيف عند نقاط التفتيش.
وأوضحت توما أن الأونروا تواجه حملة تضليل ممنهجة تهدف إلى تقويض دورها، مشيرةً إلى أن حرمان الفلسطينيين من المساعدات سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
قلق أوروبي وتحذيرات من كارثة إنسانية
أعرب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقهم العميق إزاء قرار حظر الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بالمواثيق الدولية وضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية دون قيود.
وجاء في البيان الأوروبي أن إسرائيل مطالَبة بالعمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، لضمان استمرار العمليات الإنسانية. وأكدت الدول الثلاث أنه لا توجد أي وكالة أممية قادرة على سد الفجوة التي سيتركها غياب الأونروا.
إسرائيل تبرر الحظر وتزعم بدائل للأونروا
تزعم الحكومة الإسرائيلية أن حظر الأونروا سيؤدي إلى إبعاد المساعدات عن الأجندات السياسية، وجعل عمليات توزيع المساعدات أكثر كفاءة. ووجه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يطالبه فيها بإنهاء عمل الأونروا في القدس وإخلاء جميع مقراتها بحلول 30 يناير 2025.
مخاوف من كارثة إنسانية في غزة
حذر المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، من عواقب كارثية إذا تم منع المنظمة من العمل في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن مليوني فلسطيني في غزة يعانون من أوضاع إنسانية متدهورة، خاصة مع نزوح 1.9 مليون شخص بسبب الحرب.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن نحو 60% من البنية التحتية في غزة قد دُمرت بالكامل نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف. في المقابل، تزعم إسرائيل أن وكالات إغاثية أخرى يمكنها تعويض خدمات الأونروا، إلا أن الأمم المتحدة تؤكد أن القطاع يعاني من أزمة حادة في المساعدات الإنسانية.