في خطوة مفاجئة، اختفت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) من الأراضي الفلسطينية، مما أثار تساؤلات جدية حول مصير مشاريع تنموية وإنسانية بقيمة مئات الملايين من الدولارات. وأثار اختفاء الوكالة دون سابق إنذار جدلًا واسعًا، خاصة بعد توقف موقعها الإلكتروني الرسمي في فلسطين، إلى جانب تعطيل حسابها على منصة "إكس"، فيما لا يزال حسابها على "فيسبوك" فعالًا ولكن دون تحديثات منذ منتصف الشهر الماضي.
إغلاق الوكالة مرتبط بقرار ترامب وتجميد التمويل
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن اختفاء USAID من فلسطين يأتي بعد إعلان إيلون ماسك، وزير الكفاءة الحكومية الأميركي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر إغلاق الوكالة رسميًا، وذلك في إطار سياسات الإدارة الأميركية الجديدة. وكتب ماسك على منصة "إكس" أن الوكالة "منظمة إجرامية وحان الوقت لإنهائها"، مما يشير إلى توجه أمريكي صارم تجاه أنشطة الوكالة في الأراضي الفلسطينية.
تجميد المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الاقتصادية في فلسطين ويهدد آلاف الوظائف
USAID دعمت فلسطين بأكثر من 2.1 مليار دولار منذ 2021
تشير الإحصائيات إلى أن الوكالة استثمرت أكثر من 600 مليون دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2021، إضافة إلى تقديم 2.1 مليار دولار كمساعدات إنسانية منذ 7 أكتوبر 2023. كما خصصت 230 مليون دولار لدعم الانتعاش الاقتصادي والتنمية في الأراضي الفلسطينية، مما يجعل اختفاءها المفاجئ أمرًا مقلقًا بالنسبة للمستفيدين من مشاريعها المختلفة.
مصير المشاريع التنموية والإنسانية في فلسطين غير واضح
رغم عدم صدور إعلان رسمي حول إيقاف مشاريع USAID، إلا أن الغموض يحيط بمستقبل العديد من المبادرات التي كانت تعمل عليها الوكالة، بما في ذلك دعم مستشفيات القدس الشرقية، حيث سبق أن قدمت 45.5 مليون دولار كمساعدات طبية. كما كانت الوكالة قد أعلنت عن مشاريع أخرى، مثل إدارة فاقد المياه في الضفة الغربية، الذي يهدف إلى تحسين خدمات المياه لحوالي 150 ألف فلسطيني، إضافة إلى مشاريع لدعم الشباب في المخيمات الفلسطينية وبرامج لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد.
إدارة ترامب تخطط لدمج الوكالة في وزارة الخارجية
في ظل هذه التطورات، نقلت شبكة CBS News عن ثلاثة مسؤولين أميركيين أن إدارة ترامب تعتزم دمج USAID في وزارة الخارجية مع تخفيضات كبيرة في القوى العاملة، إلا أن الوكالة ستظل تعمل ككيان مختص بتقديم المساعدات الإنسانية، دون تأكيد واضح حول كيفية استمرار عملياتها في فلسطين.
ماركو روبيو يتولى إدارة الوكالة مؤقتًا
كشفت مصادر أميركية أن ترامب عين وزير الخارجية ماركو روبيو كمدير بالإنابة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فيما أكدت تقارير أن روبيو نقل بعض سلطاته لشخص آخر لم يكشف عن هويته، مما يزيد من حالة الغموض حول مستقبل الوكالة ومشاريعها في الأراضي الفلسطينية.