أعرب مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي عن شكوكهم بشأن إمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إعادة توطين سكان قطاع غزة، محذرين من احتمالات اندلاع اضطرابات خلال شهر رمضان نتيجة لهذا الطرح.
الجيش الإسرائيلي: الخطة غير واقعية بسبب غياب الرغبة والجهات المستقبلة
في مناقشات مغلقة، أكد كبار الضباط الإسرائيليين أن الحل لأزمة غزة يتطلب عنصرين أساسيين غير متوفرين حاليًا: رغبة سكان غزة في مغادرة القطاع. وجود دول مستعدة لاستيعابهم.
وأوضح أحد الضباط: "ربما يمكن تنفيذ الخطة على مراحل، لكن هذا سيُعتبر فورًا عملية ترحيل قسري (ترانسفير)، وهو ما سيثير رفضًا دوليًا وعربيًا واسعًا."
جدل داخل الجيش الإسرائيلي حول جدوى تنفيذ الخطة
يعتقد بعض المسؤولين أن جزءًا كبيرًا من سكان غزة، خاصة المتضررين كليًا من الحرب، قد يوافقون على المغادرة إذا توفرت دعم مالي دولي، حيث يقدر الجيش أن تمويل عمليات الهجرة لن يكون صعبًا بفضل التبرعات الخليجية والمنح الأميركية.
ومع ذلك، يرى فريق آخر أن الإعلان عن الخطة بهذه الطريقة العلنية، من قبل ترامب، جعلها مرفوضة دوليًا ووصفها بالترحيل القسري، مما أفقد إسرائيل القدرة على تنفيذها بشكل تدريجي ودبلوماسي.
خطة إسرائيلية سابقة لتهجير الشباب الغزي
كشفت مصادر عسكرية عن أن إسرائيل سبق أن نفذت خطة سرية خلال العقد الماضي، سمحت لحوالي 60 ألف شاب فلسطيني بمغادرة غزة إلى وجهات دولية مختلفة، مع التعهد بعدم العودة. ولكن الكثير منهم لم يجدوا أنفسهم في الدول المضيفة، مما دفعهم إلى العودة مجددًا للقطاع.
تحذيرات من اضطرابات خلال شهر رمضان
حذر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، اللواء شلومي بيندر، من أن تنفيذ أي خطوات ملموسة ضمن خطة ترامب قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة خلال شهر رمضان، خاصة في الضفة الغربية، مما قد يدفع الجيش الإسرائيلي إلى تصعيد عملياته الأمنية هناك لمنع تفجر الأوضاع.
موقف دولي معارض وترقب حول التحركات المقبلة
في ظل الرفض العربي والدولي الواسع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا، تبقى خطة ترامب محل جدل داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث لم يتم بعد تشكيل مقر عملياتي فعلي لتنفيذها، ما يشير إلى أن الإعلان عنها ربما كان خطوة دعائية أكثر من كونها خطة قابلة للتطبيق.
المستقبل السياسي للقطاع يبقى غامضًا، في ظل استمرار العدوان، وغياب أي رؤية حقيقية لحل الأزمة بما يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق استقرارًا حقيقيًا في المنطقة.