جدل حاد في المجلس الأمني الإسرائيلي حول خطة احتلال كامل قطاع غزة وتحميل الجيش مسؤولية الفشل المحتمل

الجيش الإسرائيلي يختتم تمرين القبضة الساحقة 442.jpeg

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات واسعة داخل المجلس السياسي الأمني المصغر خلال اجتماع امتد لأكثر من عشر ساعات، انتهى بالموافقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، رغم المعارضة الشديدة من رئيس الأركان إيال زامير.

ووفق قناة آي 24، فإن المجلس تبنى مقترحًا يتضمن تجريد حركة حماس من السلاح، استعادة جميع المخطوفين، فرض سيطرة أمنية إسرائيلية شاملة على غزة، وتشكيل إدارة مدنية بديلة.

رئيس الأركان يحذر من كارثة إنسانية

أكد زامير، بحسب مراسل الشؤون العسكرية في قناة 13 أور هيلر، أن الخطة تمثل "خطأ إستراتيجيًا" سيقود إلى "نفق مظلم"، محذرًا من أن دخول مدينة غزة وضرب بنيتها التحتية المدنية سيؤدي إلى كارثة إنسانية، ويعرض حياة المحتجزين للخطر، إلى جانب خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش.

كما نقلت مراسلة القناة موربا أسرف وولبيرغ عن زامير قوله إن العملية ستؤثر على نحو مليون نازح، مشككًا في جدوى استعادة المخطوفين بالقوة.

انقسام سياسي ودعوات للتصعيد حتى النهاية

أفاد مراسل قناة آي 24 تداف إيميليخ أن وزراء في الحكومة، من بينهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، هاجموا موقف رئيس الأركان، وأكدوا ضرورة المضي في العملية "حتى النهاية دون توقف"، معتبرين أن أي وقف في حال عرضت حماس صفقة أو استسلامًا "غير مقبول".

وفي السياق ذاته، أشار مراسل القناة 12 يارون أبرهام إلى أن الجيش لم يتلقَ إجابات واضحة من القيادة السياسية حول الأهداف النهائية للسيطرة الكاملة على غزة، وسط مخاوف من غياب رؤية إستراتيجية شاملة.

إرهاق القوات وتآكل القدرات العسكرية

كشف مراسل القناة 12 نير دفوري أن زامير عرض على الوزراء صورة قاتمة لوضع الجيش بعد 22 شهرًا من الحرب، محذرًا من إرهاق القوات النظامية وقوات الاحتياط، إضافة إلى تآكل الآليات العسكرية التي تحتاج لصيانة عاجلة.

استعدادات حماس واستغلال نتنياهو السياسي

أوضح محلل الشؤون العربية في قناة آي 24 باروخ يديد أن حركة حماس تواصل التحضير للمعركة عبر تجهيز الكمائن والمتفجرات وتعزيز حراسة المخطوفين، وفق ما أكده مسؤول عربي مقرب من قيادة الحركة.

من جانبه، رأى الخبير في الأمن القومي كوبي مروم أن نتنياهو يوظف تبني خطة اليمين المتطرف لتعزيز موقعه السياسي والضغط على حماس بعد توقف المفاوضات، لكنه في الوقت نفسه يحدد مسبقًا "المذنب" في حال الفشل، وهو رئيس الأركان والجيش، واصفًا ذلك بأنه "أمر بالغ الخطورة".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة