تصاعدت التوترات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على خلفية خطة ترامب بشأن غزة، حيث أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توجيهًا إلى رئيس الأركان، اللواء هرتسي هاليفي، يقضي بتوبيخ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء شلومي بيندر، بسبب ما نُسب إليه من تصريحات حول الخطة.
كاتس: "لن يُسمح لضباط الجيش بمعارضة الخطة"
وبحسب تقرير إعلامي، شدد كاتس على أنه "لن يكون هناك واقع يتحدث فيه ضباط الجيش الإسرائيلي ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي مكلف بالتحضير لتنفيذها وفق توجيهات المستوى السياسي.
وأوضح كاتس أن الخطة تتضمن "المغادرة الطوعية" لسكان غزة الراغبين في الهجرة إلى دول أخرى، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي مطالب بالإعداد لهذه الخطوة، وأنه "سيفعل ذلك" كما صرح الوزير.
جدل داخل الاستخبارات العسكرية
وفقًا لتقرير القناة 13 الإسرائيلية، فإن اللواء شلومي بيندر أعرب في اجتماعات مغلقة عن مخاوفه من أن تؤدي الخطة إلى تصعيد الأوضاع في شهر رمضان، الذي يحل خلال أسابيع قليلة. كما حذر من أن تنفيذ الخطة قد يشعل اضطرابات في الأراضي الفلسطينية.
لكن في المقابل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن بيندر لم يعارض الخطة علنًا، بل أبدى تفهمه لها خلال الاجتماعات، مشيرًا إلى أن الجيش يجب أن يكثف عملياته في الضفة الغربية للحد من أي تصعيد قد ينجم عن تنفيذها.
دعوات لإقالة رئيس الاستخبارات العسكرية
تصاعدت الضغوط السياسية على كاتس بعد تدخل إيتمار بن غفير، زعيم حزب "عوتسما يهوديت"، الذي طالب بإقالة رئيس الاستخبارات العسكرية فورًا. وقال بن غفير: "إذا كان صحيحًا أن رئيس الاستخبارات العسكرية حذر من خطة ترامب بشأن هجرة سكان غزة، فإنني أدعو وزير الدفاع لإقالته فورًا. هذا الضابط يبدو متمسكًا بمفاهيم خاطئة، وعليه تنفيذ تعليمات القيادة السياسية لا معارضتها."
انعكاسات الخطة على الوضع الفلسطيني
تأتي هذه التطورات وسط رفض فلسطيني واسع لخطة ترامب بشأن غزة، حيث يعتبرها الفلسطينيون محاولة جديدة لتهجير السكان قسريًا والتأثير على مستقبل القضية الفلسطينية. كما أن الخطة قد تزيد من التوتر في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والتصعيد الأمني في المنطقة.