تدين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إصدار أمر عسكري بإغلاق مؤسسة "إبداع لتنمية قدرات الطفل"، ومقرها في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، وتعمل بتسجيل قانوني صادر عن وزارة الداخلية الفلسطينية وفقًا للقوانين والأنظمة المعمول بها في دولة فلسطين.
وبحسب توثيقات الهيئة، فإن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منزل الأستاذ خالد الصيفي، مدير عام المؤسسة، قبل ثلاثة أيام، وسلمته أمرًا عسكريًا يقضي بإغلاق المؤسسة لمدة ستة أشهر، بذريعة قيامها "بأنشطة غير مشروعة" واعتبارها "تشكل خطرًا على أمن قوات الاحتلال ودولة إسرائيل".
تؤكد الهيئة أن هذا الإجراء تعسفي وغير قانوني، ويمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة الفلسطينية، وتوسيعا للسيطرة الاسرائيلية والضم الفعلي للأرض الفلسطينية، واعتداءً خطيرًا على حق المواطنين في تكوين الجمعيات والانضمام إليها، في خرق واضح لأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، لا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يكفل حرية تكوين الجمعيات دون تدخل تعسفي.
كما تشدد الهيئة على أن هذا القرار ليس حادثة معزولة، بل يأتي في سياق أوسع من استهداف المؤسسات الأهلية الفلسطينية، والتضييق الممنهج على عملها، في محاولة لتقويض دورها الحيوي في المجتمع الفلسطيني، خاصة المؤسسات التي تُعنى بتنمية الأطفال والشباب وتعزيز صمودهم من خلال أنشطة ثقافية، اجتماعية، ورياضية.
تطالب الهيئة المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية الدولية، والمقرر الخاص المعني بالحق في حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي، بالتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال لإلغاء هذا القرار الجائر، ووضع حد للانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المؤسسات الأهلية الفلسطينية. كما تدعو السلطة الوطنية الفلسطينية إلى متابعة هذا الملف على المستويات الإقليمية والدولية، والعمل مع الجهات ذات الصلة لضمان حماية المؤسسات الفلسطينية وحقها في العمل بحرية ودون قيود تعسفية.